وقال البحر .. تلك المرأة هي الرجاء

الوحدة 14-7-2020  

 

 تتألق تلك المرأة وتغيب في ذلك المدى الشاسع، كأنّ ذلك الأمر حدث منذ زمن سحيق لكنه حدث صباح هذا اليوم.

 توقفت سيارتي فجأة بعد أن نفد الوقود. طريق عن يساري، طريق عن يميني أي واحدة منهما سأسلك أخرجت مسدسي من السيارة، ونزلت منها قادتني خطاي إلى هذا المكان بعد أن قطعت مسافات طويلة اجتزت جبالاً وودياناً، اجتزت أنهاراً وبحاراً، وسهولاً وصحارى.

 انظر إلى السماء الزرقاء الصافية وإلى الأفق البعيد، تتراءى أمامي امرأة كوردة الفجر بقامتها الرشيقة وعلى وجهها ابتسامة عذبة، ماذا أيتها الرائعة؟ أتكونين جائزة السفر المضني؟ غمرتني بهجة، أحس هنا بانسجام الأشياء والكائنات، الصحراء، المرأة، السماء، يثور في نفسي نداء الشوق والحنين، أتنشق رائحة المرأة المدهشة، رائحة سحرية، تفوح منها، شعرها الأسود ينتشر في الهواء كالأجنحة، عيناها سوداوان مضيئتان،  تنظر نحوي برقة وتستدير نحوي آخذة الطريق الأيمن، أمشي وراءها دون إرادة أنقاد إليها تساورني الهواجس قد ألقى ذئباً ينهشني قد أصادف من يقتنص الضائعين في جنبات الصحراء لا شيء سوى السكون، أتبعها بلا وعي، يخالجني شعور غريب، أراها تسرع في سيرها، أسرع خلفها بإصرار عنيد، أتعب أترنح، تلتف نحوي  وتشير بيدها أن أتبعها، أستجمع قوتي ويا له من جنون؟

 تنساب بخفة ورشاقة كأفعى أسطورية وتتمايل اختيالاً، أي سراب مراوغ خلف هذا الإغراء!

 أجرّ رجلي إنّها مغامرة تتحداني أهذه الصحراء فردوس مفقود أم جحيمي المستعرة؟ وجدت بدوياً هرماً يقف قرب خيمته اقتربت منه وسألته:

 – كيف الخلاص من هذه الصحراء؟

أجاب الرجل:

 – تلك المرأة هي الطريق والرجاء وخلاصك أن تتبعها.

 مصلحة الوطن والمواطن هي البوصلة والميزان

توفيق رضوان

تعد انتخابات مجلس الشعب في دورته الجديدة محطة هامة على طريق تكريس النهج الديمقراطي التعددي الذي تعيشه سورية والذي يعتبر أنموذجاً يُحتذى به من ناحية إتاحة الفرصة أمام كافة شرائح المجتمع السوري من عمال وفلاحين ومثقفين ورجال أعمال واقتصاديين للمساهمة في البناء السياسي والاقتصادي وتنمية المجتمع السوري في كافة المجالات.

وتزداد أهمية هذه الانتخابات في ظل الظروف السياسية التي تعيشها سورية وهي التي تواجه منذ قرابة العقد من الزمن أعتى قوى الشر والإرهاب التي تحاول أن تنال من صمودها ووحدة أراضيها وسيادتها حيث تأتي هذه الانتخابات لترد في ميدان السياسة كما كان الرد في الميدان العسكري لتثبت للعالم أجمع إرادة الحياة التي يواجه بها الشعب السوري إرادة الموت والقتل والدمار التي جاء بها أعداء سورية.

وأمام هذا الوضع وعظمة التحدي فإن أمام أعضاء مجلس الشعب الجدد مهام جسام تتطلب منهم الارتقاء إلى مستوى متطلبات الصمود والتحدي والبناء وإعادة الإعمار وذلك يداً بيد مع قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد ومع أبطال جيشنا المغوار الذي صان بدماء أبطاله وآلام جرحاه وحدة أرضنا وسيادة وطننا وسلامة شعبنا.

ولا يغيب عن البال ونحن نتحدث في هذا المجال عن بعض القضايا الهامة التي يجب أن يركز عليها عضو مجلس الشعب في الدورة القادمة وأهمها اعتبار مصلحة المواطن والوطن هي البوصلة والميزان التي يجب أن ينطلق منها عضو المجلس الذي يجب أن يترفع عن مصلحته الشخصية لصالح الهم العام ولا سيما المعيشي الذي يزداد صعوبة في ظل الظروف الناجمة عن الحصار الظالم المفروض على وطننا الحبيب.

كما ولا بد لعضو مجلس الشعب الممثل لمحافظة اللاذقية أن يعمل لتحقيق بعض المطالب المحقة لأهالي المحافظة إن كان لجهة توفير وقود التدفئة للأهالي في الأوقات المناسبة أو توفير مياه الشرب واستثمار مصادرها الاستثمار الأمثل بعيداً عن أشكال الهدر التي تذهب معها كميات كبيرة في مياه شربنا التي نحن أشد ما نكون بحاجة لها إلى البحر أو سن القوانين المتعلقة بحل الصعوبات التي يعاني منها القطاع الزراعي الذي يعتبر العصب الاقتصادي للاذقية وإيجاد الصناعات الاستراتيجية التي تستثمر المواد الأولية الموجودة في المحافظة ولا سيما الزراعية منها، كما ولا بد من مراعاة وجود مختلف التخصصات العلمية في المجلس الذي يجب أن يولي البنى التحتية ولا سيما المتعلقة بخدمات مياه الشرب والكهرباء والصرف الصحي وغيرها الاهتمام المطلوب إلى جانب اهتمامه بقضايا التعليم وتوفير متطلباته وكل ذلك لتجاوز الصعوبات التي أفرزتها ظروف الحرب على مختلف قطاعاتنا الاقتصادية والخدمية.

 عزيز نصّار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار