الوحدة: 8 تموز 2020
مع احتدام صور المعارك الانتخابية وبريق الشعارات الرنانة في شق الطريق إلى مجلس الشعب وظهور قوائم وبرامج المرشحين تمهيداً لاستحقاق يوم الانتخابات الموعود تتجه أنظار الناخبين نحو الكلمة الصادقة التي تعكس هماً وطنياً عاماً وإلى أصحاب الوعود الحقيقية التي لُبي بعضها في ظل ظروف قاسية وحصار جائر وحرب كونية عسكرية واقتصادية تستهدف وحدة بلدنا الغالي سورية وسيادته الوطنية.
لعل الأمر المطلوب من القاعدة الشعبية للمرشحين هو حُسن الاختيار ودقة التمييز بين أصحاب الكفاءات الحقيقية والبرامج الوطنية الصادقة المتمثلة في مكافحة الفساد والتصدي للإرهاب وترسيخ ثقافة المسامحة والمصالحة وإعادة تصويب عدد من أنماط المفاهيم بطريقة علمية ومقنعة من جهة وأصوات بعض المرشحين من التجار الذين لا يسعون إلا لتحقيق مكاسبهم الخاصة وعموم مصالحهم الشخصية، ولعل المطلوب أيضاً من هذه القاعدة دقة البحث عن أهل الخبرة والاختصاص في مختلف المجالات وشتى الميادين لأننا قادمون على مرحلة حساسة ومصيرية تشمل استحقاقات كبيرة ترسم فيها مستقبل بلدنا سورية على صعيد القانون والإدارة والسياسة والتعليم والتربية إضافة إلى دراسة إقرار تشريعات وقوانين تلبي متطلبات المرحلة الحالية والظرف الراهن.
إن توجيه الأنظار يجب أن يكون نحو بوصلة المستقبل لإعادة الإعمار ورفع البنيان وبناء الجيل الجديد الواعد في مختلف مناحي الحياة لأنه بالعزيمة وشحذ الهمم تستمر إدارة الحياة بوتيرتها المعهودة وتُذلل الصعاب ويُعاد إعمار البشر والحجر والشجر، وكل المرشحين أمام تحدٍّ حقيقي من خلال تنفيذ الوعود التي يقطعونها لناخبيهم ولذا عليهم أن يتواجدوا في معظم مواقع الخلل والتقصير بدءاً من الأسواق والواقع الميداني وليس انتهاء بتتبع حُسن تنفيذ المشاريع الخدمية المختلفة من ري و زراعة وصناعة وباقي الخدمات الأخرى للوصول إلى تحقيق تنمية حقيقية تكون نتيجتها خلق اقتصاد قوي وراسخ يعيد الألق للعملة الوطنية ويُؤمن كل احتياجات السوق المحلية.
ولأننا في محافظة اللاذقية عروس الساحل السوري وحاضنة البحر والجبل نعاني وما زلنا منذ سنوات من أزمة العطش وشح مياه الشرب في المدن والأرياف القريبة والبعيدة بسبب الإخلال في تنفيذ عدد من مشاريع مياه الشرب وسوء التوزيع بين المدينة والريف، ولكوننا منطقة زراعية متميزة ومشهود لها بتربتها الخصبة ومناخها المثالي فيجب النظر إلى متطلبات الإنتاج الزراعي الذي يُحقق الأمن الغذائي والسعي لتوفير تلك المتطلبات بأيسر السبل وأرخص الأثمان ومنها على سبيل المثال لا الحصر الأسمدة والبذور والمبيدات وغيرها من التجهيزات المختلفة.
من الواضح بأن يوم الاستحقاق الانتخابي سيضع الأعضاء الجدد أمام تحدي تنفيذ ما وعدوا به على مدى أربع سنوات مع ضرورة إبقاء أبواب مكاتبهم مفتوحة ومشرعة لكل ناخبيهم لنقل واقعهم و ظروفهم وشجونهم إلى عموم الجهات المسؤولة لوضع الحلول المناسبة لها، ولأن العبرة بالتنفيذ فالقدرة الصادقة على حُسن التنفيذ والإيمان بالفعل على بذل كل الجهود لتنفيذ مفردات كل الشعارات هو في الحقيقة بيت القصيد.
د. بشار عيسى