الوحدة 30-6-2020
السماءُ صافيةٌ وأشعةُ الشمسِ كأصابع اليد, تسكبُ الغبطة في النفوس، فرحت لمى, وخفق قلبُها بالسعادة قالت: أيتها الشمسُ المضيئة، أشعتك المنسدلةُ على الأرض كخصلات شعري، ابتسمت لمى، ابتسمت السماءُ الزرقاء، ابتسمت الشمس الساطعة, والتمعت جدائلها المتوهجة، وغمرت العالم بالنور والدفء والفرح.
وفي المساء رأت الصغيرةُ القمرَ يشعُّ بابتسامته الجميلة، ابتسمت له, أحست بالغبطة, وراحت ابتسامتها تزداد بريقاً وصفاء.
تحبُّ لمى الحديقة وتزورها, والحديقةُ أشجاٌر باسقةٌ, تمد جذورها في أعماق الأرض, وتتمايل قاماتها الباسقة، وهي مكسوةً بأوراقٍ زاهيةٍ، تتراقصُ الأغصان والأوراق, تتأملها لمى سعيدة.
ابتسمت لمى, فحرك القط ذيله مسروراً, وغنّت العصافيرُ على شجرة البرتقال, وفرحت الألعاب.
بكت لمى, وانسابت دموعها, فتوقف ذيل القط عن الحركة, وسكتت عصافير الشجرة, واكتأبت الألعاب، بعد لحظاتٍ فرحت لمى.
فرح كل شيء عرفت الصغيرة أنه ( تكفي ابتسامة ليعمَّ الفرح والابتهاج).
حزنت لمى ورسمت طفلاً يبكي وتسيل دموعه، فرحت لمى ورسمت طفلاً يضحك مرحاً مبتهجاً . غضبت لمى فرسمت بلبلاً بلون أسود.
ابتهجت لمى فرسمت غراباً بألوان براقة.
×××
وقفت لمى إلى جانب شجرة تساقطت أوراقها الصفراء سألتها:
لماذا أنت عارية؟
لم تجب الشجرة, وفكرت لمى, وفكرت, ثم قالت مبتسمةً:
ما أشد ابتهاجي! عرفتُ الجوابَ، في الربيع القادم تكتسي أغصانُكِ بأوراقٍ خضراء لا أحلى ولا أجمل فنتحدث معاً.
رفعت لمى نظرها إلى السماء، رأت غيمةً رماديةً تسبحُ فتختفي الشمس خلفها, همست الطفلة (إنها تلهو في الفضاء).
وحين ابتسمت تابعت الغيمة سيرها. لتشرق الشمس ضاحكةً, وظلّت ابتسامة لمى تغمر وجهها المتألق.
نظرت لمى إلى صور الحيوانات في كتابها المصور، رأت ذيل الثعلب الطويل، تذكرت حكاية عن ثعلب قطع ذيله, كي لا يعرفه الآخرون لكنهم أدركوا حيلته وخداعه, فابتعدوا عنه, وكان يقول:
لست ثعلباً، ليس لي ذيل.
ابتسمت لمى, وخطر على بالها أن تنظر إلى ذيل الدب القصير في صورة أخرى, وإلى الطاووس الجميل والابتسامةُ تعلو ملامحها.
عزيز نصار