الوحدة: 25- 6- 2020
لا تلتفتْ إلى كلّ التفاصيل دفعةً واحدةً… فتّشْ فيها عن (خُرم إبرة) قد يمرّر لكَ ما يضيء عتمة تشاؤمكَ…
يضنينا التعبُ مثل غيرنا، وتلفّنا المعاناةُ، وتتلفنا، ولكن، هل نقف عند (حاجز الشكوى)، ونغمض همّتَنا عن أيّ حلّ، ولو كان جزئياً؟
لا تتضايقوا من وقف منح القروض من المصارف، فقد يصبُّ هذا القرارُ في صالحنا، نحن مهدودي الدخل، ويصون رواتبنا التي تُنازع من اقتطاع المزيد منها كأقساط شهرية..
ولا تقفوا عند ارتفاع أسعار الخضراوات، فقد أنتجَ هذا الارتفاعُ عودةً واسعةً إلى الأرض، ولو في (حاكورةٍ) صغيرةٍ، وسينعكس هذا الأمرُ بشكل إيجابيّ ولو في حدودٍ متواضعةٍ…
البرغلُ، ملجأ الفقير، لم يعد ذلك الملاذ السهل، كيلو البرغل في حدود الـ (1500) ليرة!
نتذكّر (حروبنا) السابقة مع عصافير (الدوري)، التي كانت تغزو أسطح منازلنا بأعدادٍ كبيرةٍ في مثل هذه الأيّام من السنة، حيث توجد على سطح كلّ منزلٍ مؤونةُ عاما كامل من البرغل، تعقّمه الشمسُ من أجل لحظات ضيقٍ قد تمرُّ علينا، ولاحقاً، يُنظَّف السطحُ جيّداً، لأنّ دورَ 0الكشكِ) سيأتي بعد البرغل، ومن ثمّ يجب تجهيز مساحة جيّدة لثمار التين، من أجل تجفيفها، فالشتاء بحاجة إلى ما يبعث الدفءَ في لياليه وسهراتنا، إلى جانب النار!
قد لا تخطر هذه التفاصيل الصغيرة على البال، ولكنها إلى جانب (إجراءات استهلاكية صارمة) سيكون بإمكانها التخفيف من المعاناة، وفتح طاقة أمل صغيرة بالغد…
حديثنا عن (الحاكورة المنزلية) ليس جديداً، ومع ازدياد ضغط الإنفاق الاستهلاكي على أعصابنا وجيوبنا، علينا أن نهتمّ بها أكثر، فـ (10) حبّات ذُرة في مساحة متر مربع واحد كافيةٌ لأن تكفي أسرتك من (العرانيس)، بدل أن يمرّ ابنك من جانب بائع الذرة، يتشّهى (عرنوساً)، ولا يستطيع شراءه!
هناك حديث الآن عن دعمٍ جديدٍ لتربية البقر الحلوب، ونأمل أن يكون هذا الدعم في جميع الاتجاهات، وألا يقتصر على توريط البعض بشراء البقرة، ليقف عاجزاً، في وقت لاحق، أمام تأمين علفها!
لم تكن التفاصيل السابقة إلا مدخلاً (مبسّطاً) للمطالبة بحلول حقيقية، حلول تنعكس بشكل مباشر على حياة الناس، ولا نتجه بكلامنا إلى (خلق) واقع جديد، وإنّما تصحيح وتفعيل وتطوير ما هو قائم، وما هو متوفّر لدينا منذ عقود، ولكننا لا نحسن استثماره وإدارته، أو أننا لا نريد ذلك..
غانم محمد