وقال البحر .. هو زمنٌ رديء

الوحدة 23-6-2020

 

تعوّدْتُ أن أمضي بهمومي نحو وِرْد الأصيل وأروّيه بدمعات الدجى.

قطّرْتُ خمر الحنين، وجعلتُ الشمس ترفّ في ألحاني، وحملتُ في يدي باقةً من دمعٍ، وعبرتُ سهْلاً من سنابلَ راح يسوسن حبّاته..

الريح العابرة بألف لونٍ، تُلبسني قلقها جلباباً من أرقٍ وسهاد.. وفي غفلةٍ من ضياعي رأيت يمامة ضحى تكرج قدّام خطواتي وكأنها تموسق نقلتها على وقع أنغام موسيقا عسكرية، فرأيت كيف راحت الدرب تصغي إلى غناء الخطا.

×××

هذا كان في زمانٍ مضى، واليوم هو زمنٌ رديءٌ يشبه زورقاً يحمل ما شئت من كوابيس مجنّحةٍ وغير مجنّحةٍ.

فيه غايت الأماني غابت ذات عمرٍ مبصرةٌ، وشمسه رأيتُها تموء والقهر.. ونجوم لياليه ناعسات، وغدوّات تلظّتْ في حرارتها.

×××

هو زمن رديء، يشتعل فيه الرمل، وتسفّه ريح الشمال، يُجلب حزناً أشبه بحزن الصحارى، وعيونه بحجم المرارات.

×××

هو زمنٌ رديء، فيه الأرض تشكو أوجاعها، وعصافير الفجر ترحل في غابات منفاها وغباره يغشى أبصارنا.

هو زمنٌ رديء، ينّقل خطوة على جمر الخطايا، ويتجشأ جوعاً، ويدلّ بخبثه، ويكفّن ليالينا بالآهات.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار