الوحدة 21-6-2020
مهما تنوّع القولُ في الترشح إلى مجلس الشعب، فإن هذا الترشح من حيث المبدأ محاولة من قبل المرشح، سواء أكان في صفوف حزب ما أو من خارج الأحزاب للوصول إلى سدة السلطة التشريعية، ولكن السؤال المهم جداً هو (كيف ينظر هذا المرشح إلى مجلس الشعب ليس كمؤسسة تشريعية أو بالأحرى كسلطة تشريعية وحسب، وإنما كمؤسسة تشكل عنصراً مهماً في تكوين الدولة وقوتها واستمراريتها، وهل يمتلك هذا المرشح القدرة والتجربة والخبرة والكفاءة التي يجب أن تتوفر في عضو مجلس الشعب، وماهي نظرته للسلطات الأخرى: التنفيذية، والقضائية والإعلامية؟
والسؤال المهم أيضاً: ما مفهوم الجهات المسؤولة عن اختيار المرشح، وأقصد هنا الجهات الحزبية، والجماهير، هل تبحث تلك الجهات عند اختيار المرشح عن كفاءته الثقافية والسياسية والاجتماعية وعن تاريخه النضالي والاجتماعي والثقافي والوظيفي وعن نقائه المادي وعن مدى نجاحه في المهام التي تسلمها، وهل يمكن لهذا المرشح أن ينجح في مهمته كعضو مجلس الشعب، ومن أولى تلك المهام المقدرة على إنجاح مسيرة المجلس التشريعية، وأن يظل قريباً من البيئة الاجتماعية التي اختارته ممثلاً عنها.
خلال الدورات السابقة لمجلس الشعب وصل إلى المجلس بعض ممن يمكننا أن نصفهم بالأعضاء الطيبين والأنقياء ومن ذوي السمعة الحسنة، لكن هؤلاء لم ينجحوا كأعضاء في المجلس، لأنهم لا يمتلكون المقدرة الفكرية والثقافية والسياسية للمشاركة في تحريك مسيرة المجلس التشريعية، ربما ساهم بعضهم في تقديم مداخلات خطابية، ولكنها لا تغوص في العمق لتحريك الحياة التشريعية بما يخدم الوطن، وهو ما أحدث فجوة في العلاقة بينه وبين المهمة التي يجب أن يؤديها.. وثمة من وصل إلى عضوية المجلس من أو إلى جانب الحالة المظهرية تأمين بعض الخدمات الخاصة له أو لغيرة من خاصته.
اليوم يتزاحم كثيرون للوصول إلى عضوية المجلس، وهنا أتذكر ما قاله نابليون (إن الجندي الذي لا يطمح أن يصبح في جيشي جنرالاً لست بحاجة إليه).
هذا القول من حيث الشكل يعطي الحق لكل الجنود في جيش نابليون أن يكون جنرالات، ولكن إن فهما إن الترفيع من رتبة إلى أخرى في جيش نابليون كان مرتبطاً بتقديم أعمال بطولية.. وهنا تتقلص دائرة الطموح لدى كثيرين.
إن المتأمل لأعداد ونوعية المرشحين إلى عضوية مجلس الشعب، سيجد أن كثيرين وكثيرين من هؤلاء المرشحين،
لا تتجاوز إمكانياتهم من كل النواحي الترشح إلى مهمة مختار في موقعه السكني..
وهنا تأتي مسؤولية الناخب سواء أكان الناخب في إطار حزبه أو مجتمعه.
سليم عبود