تعليم اللغة الانكليزية لغير المختصين… صعوبات وطموحات

الوحدة 7-6-2020

 

يعد تعلم اللغة الانكليزية من أساسيات هذا العصر، كونها أكثر اللغات انتشاراً في العالم وقد اعتمدت كلغة رئيسة في التجمعات السياسية الدولية والمنظمات العالمية، كما أنها لغة التداول الأولى في المؤتمرات الدولية العلمية وغير ذلك، لذا غدا إتقانها من أولويات الأنظمة التعليمية العالمية.

وعلى الرغم من مراعاة المناهج الحديثة لمهارات تعلم اللغة (القراءة والكتابة والاستماع والتحدث) فمازالت الغالبية من طلابنا تعاني مشاكل تبدأ من الفهم القرائي للغة وتستمر لتشمل نواح كثيرة متعددة.

للوقوف على أهم العقبات والصعوبات التي تواجه الطالب الجامعي غير المختص بتعلم اللغة الانكليزية، وللبحث عن حلول لدحر تلك المعوقات، حاورنا القائم بالأعمال في المعهد العالي للغات في جامعة تشرين أ . سمر رزق، وكان التالي:

× ما الأسباب الحقيقية لتدني المستوى العلمي للجامعيين غير المختصين باللغة الإنكليزية؟

هناك أسباب كثيرة وراء هذه المعضلة التي تشغلنا منذ زمن لابأس به، بعض تلك الأسباب يتعلق بمدرسي المادة، وبعضها بالطلبة، وثمة أسباب مختلفة ترتبط بالمجتمع والثقافة وتوجيه الأهل وغير ذلك..

بالنسبة لما يتعلق بمدرسي اللغة الإنجليزية فالمسألة تبدأ بإعداد مدرس مؤهل لتدريس هذه اللغة الأجنبية، وهذا يدفعنا للرجوع إلى المشكلة الأساسية والتي تكمن أولاً في تدريس الإنكليزية للمختصين فيها وضرورة العمل على تطوير مهاراتهم اللغوية، لا يمتلك طلاب السنة الأولى في قسم اللغة الانكليزية مهارة القراءة الصحيحة فطالب اللغة عليه أن يقرأ السطور وما بينها… تفكيك الجملة.. أسباب استخدام المفردات.. تحليل النص… القراءة ليست ترجمة حرفية.

كذلك مدرس اللغة يجب أن يمتلك مهارة التحدث ليتمكن من التواصل مع المتعلمين بلغة سليمة، باختصار يفترض إعداد الطالب في قسم اللغة الإنكليزية بشكل جيد جداً ليكتسب المهارات اللغوية ويتمكن من أن يكون مدرساً ناجحاً يؤدي دوره بشكل صحيح.

× هذا بالنسبة للطلبة في قسم اللغة الانكليزية، ماذا يمكن أن يفعل الخريجون الذين تجاوزوا مرحلة الدراسة ولا يمتلكون هذه الكفاءة؟

بإمكان أي خريج أن يطور قدراته باتباع دورات مكثفة، هنالك تجربة مهمة في المعهد العالي للغات: ماجستير التأهيل والتخصص في تدريس اللغة الأجنبية لغير المختصين.

إنها تجربة مفيدة جداً، وإذا تعممت فسنكون قادرين على تخريج مدرسين أكفاء، لأنها تضعهم في أساسيات التدريس..

أنا شخصياً خضعت لهذه التجربة على الرغم من سنوات الخبرة والتدريس الطويلة، وقد قدمت لي أشياء مهمة وإضافات جيدة، أثرتني كمدرسة وعززت لدي أموراً كنت أقوم بها أثناء العملية التدريسية…

هكذا دورات وبرامج تمكن المدرس من تأطير تجربته بإطار علمي أكاديمي مدروس بشكل صحيح.

× وماذا عن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى تعثر تعلم اللغة عند غير المختصين؟

إن أولى المشكلات المتعلقة بالطلاب ترجع إلى الخلفيات التي يأتون منها، فنحن نصادف طلاباً بمستوى جيد وآخرين على النقيض تماماً، وذلك يرتبط بالبيئة الاجتماعية ربما أو الثقافية… وحتى الجغرافية في بعض الأحيان.

كذلك لدينا عدم قناعة الطالب بأهمية المادة بل إنه يتعامل معها كعبء على اختصاصه الأساسي غير مدرك لأهميته في متابعة بحثه العلمي ودراساته العليا أو في الحياة العملية بعد التخرج.. إنه لا يتعامل مع المادة من ناحية معرفية بل يدرس بهدف تحصيل درجة النجاح، والمدرس مقيد بزمن ومنهج محددين لذلك ينتهي الوقت قبل أن يقنع طلابه بأهمية المادة العلمية، وهنا أشير إلى أن فصلاً دراسياً واحداً غير كاف لإيصال كل المعلومات وتحفيز الطلاب، فوقت المحاضرات قليل نسبياً ويصادفنا عدم الالتزام بالدوام، واستسلام المتعلم لكونه ضعيفاً ولا يفقه شيئاً باللغة، كذلك تحديد نسبة النجاح بين الطلاب لا يعطي تقديراً صحيحاً للأمور الواقعية بل يسمح بنجاح طلاب غير جديرين بذلك…

هذه القضايا تجتمع معاً لتعرقل سير العملية التدريسية وتؤدي لتدني المستويين التعليمي والعلمي.

× ما الطريقة المثلى لمعالجة ذلك كله برأيك؟

هنالك تفاصيل موجعة في تعليم اللغة، وجهة واحدة لن تبلسم تلك المواجع أو تشفيها.. تعلم اللغة عملية تراكمية يجب أن تبدأ بشكل ممنهج ومدروس منذ السنوات الأولى، مناهجنا المدرسية رائعة وتغطي المهارات اللغوية ولكن طرائق تدريسها غالباً خاطئة، ولو أنها تدرس كما يجب لما وصل الطالب إلى المرحلة الجامعية بهذا المستوى.

نحن في الجامعة يفترض بنا أن نكمل البناء ونتابع من حيث انتهى الزملاء في المدارس، لكن للأسف نحن نعود لنؤسس منذ البداية والوقت لا يسمح بذلك دائماً إذا يبقى البناء ضعيفاً.

قبل كل شيء علينا إعداد المدرس الجيد المقتنع بتدريس مادته معرفياً لينجح في تحفيز طلابه ويبث فيهم حب التعلم الذاتي والبحث عن المعرفة.

المناهج في الدراسات الجامعية ليست جامدة وهنالك طرائق مختلفة وأنماط متعددة لتدريسها، ووظيفة المدرس أن يدرك الطريقة الأنسب لإيصال ما يريد.

اللغة أداة التواصل الأولى في تحصيل المعرفة وتنميتها، لذلك على الأهل أن يولوا هذا الموضوع أهمية بالغة ويحرصوا على متابعة أبنائهم منذ البداية وتوفير كل السبل الممكنة لاكتساب هذه المهارة بالشكل الأفضل ليتمكنوا من مواكبة التطور ومتابعة تحقيق طموحاتهم العلمية والعملية.

نور نديم عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار