الوحدة: 3-6-2020
لم ولن نتفاجأ بأي شيء تقدم عليه الولايات المتحدة، أو ذيولها، وهي التي صُعقت مرّات ومرّات من الصمود السوري الخارق بوجه إرهاب عالمي تديره، وتموّله، وتشرف على تنفيذ جرائمه..
ولن نستغرب، أن يصل مستوى الإجرام الأمريكي إلى محاولة سرقة لقمة الإنسان السوري العادي من فمه، ومن فم أولاده، وثقافة مبنية على قتل والإجرام وقهر الشعوب، ليس أقلّها أن تكون على حساب إلغاء الآخر، ولن يكون آخرها معاقبة كلّ آخر يقول لها (لا)، ثقافة كهذه، ستبقى عاراً على الإنسانية، وعدواً أول للبشرية في كلّ زمان ومكان!
هو الإرهاب بأكثر من رداء، وبأكثر من حقد، تصرّ الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها في الداخل والخارج على ممارسته، دون أي رادع أخلاقي، وإن كان التاريخ يسجل للولايات المتحدة (قنبلة هيروشيما)، كواحدة من أفظع الجرائم على مرّ التاريخ، فإنّ حرق (القمح السوري) هو أكثر فظاعة منها، مع أنّها – أي الولايات المتحدة- تدرك تماماً أنّها لن تغيّر في معادلة الواقع أي شيء، وأنّ ما يتعرّض له المواطن السوري من حرب قذرة وظالمة، لن يزيده إلا تمسّكاً بثوابته، وبأرضه، وبحقوقه، ويزيده إصراراً على الاستمرار بمحاربة الإرهاب، مهما عظمت فاتورة الدم، ومهما كان الثمن.
إن البحث في الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة تقف هذا الموقف، هي نفسها التي تزيدنا إصراراً على الاستماتة في الدفاع عن بلدنا، وإعادة إعمارها، والتفاني في سبيل خروجها من هذه الحرب وقد اكتملت استدارة انتصارها، وهو الأمر الذي يضعنا أمام واجبات وطنية مقدّسة، تخلّى البعض عنها بكلّ أسف، وانساق خلف مكاسب شخصية، متناسياً أنّه لولا هذا الفضاء الوطني لما كان له أن يجمع ثروة أو يطوّرها، وبالتالي فهو الآن مطالب بوضعها في خدمة هذا البلد وأبنائه.
لن نخوض في التفاصيل، ولكن من حقنا على جميع (المقتدرين) أن يكونوا إلى جانبنا، اي إلى جانب بلدهم الذي فتح لهم آفاقهم، وشجّعهم، وأعانهم، وسمح لهم بالاستثمار فيه، وقدّم لهم التسهيلات المطلوبة، وأي جهد أو مساهمة منهم في هذا الخصوص ستكون لمصلحتهم أولاً، ولمصلحة ابناء بلدهم ثانياً، فهل يفعلون؟
غانم محمد