الوحدة: 1- 6- 2020
شيء ما يحترق! أكاد أشتم نسيس الفكرة داخلي عندما تتشح بالسواد المحيط حولي، أدمرها قبل أن تنقّض لتنهش بقايا سلم نفسي ركن في زاوية مسكونة بالخردة، أحرقها وأذر عليها رماد الاطمئنان، أرد عليها التراب كجثمان يوارى الثرى، أدفنها كمريض كورونا، طبقة قصدير وثلاثة أمتار في عمق اللاوعي الباطني، أو أنظم ضبطاً بدفني إيّاها ضبعاً يستقتل على سرقة مخّه السحرة.
في مراسم العزاء اصطفت بنات الأفكار، حذرتهن لا بكاءً على رأس الفقيدة الميتة، أن اعتبِرنَ لا مكان لكُنّ إن عدتن لسيرتها المذمومة، عاندنني بالتشاؤم، وفي العناد كسر عظم، لا غالب ولا مغلوب، لكن صراع ديوك على مزبلة الصياح، أثقلت الّلاء رأسي فأومأت بالتحدّي (تمرداً على الواقع أثلج به صدري بداء الفصام).
لا تجوز على الفقيدة الرحمة كانت مارقة حارقة متفجرة كحمم بركان عبثت بعالمي الذي يستطيل كزرافة أو يضمحل كفأر حقل غار في بطن جبل لا يشبع،
يا سقراط لم يعجب من كان من بلد لا تغيب الشمس عن أراضيه شرقاً وغرباً قولك (تكلم حتى أراك)، دوستويفسكي قال (إياك أن تظن أنك عرفتني لمجرد أني تحدثتُ إليك)، لكن العالم اليوم أبله لا نعرفه صامتاً أم متكلماً!، تهيمن عليه عصبة أفكار تسطو على رأسه وتعيث فساداً.
عليك أن تصغر أيها اليوناني الغافي في هودج الأساطير أن الحقيقة لم تقل يوماً، الحقيقة عارية، يهرب منها الجميع، ويلجأ إليها الجميع.
شيء ما يخطط بالعراء!، بدأ يتفتق الحديث عنه كثمرة تشقّعت من شدة الارتواء بعد العطش!
وكأننا في التايتنيك، الماء جليدي والسفينة مقصورة أحلام تعبر سِفر التاريخ، ومارد لم يستشط بعد، لارتجاج خطوه من بعيد ارتجفت مياه المحيط. البطلان ليسا ليوناردو ديكابريو وكيت وينسليت، إنّما العالم بأجمعه، السفينة التي عاندت بالعلم قوى الطبيعة ارتطمت بالفجيعة، وقبل أن تكتمل الملحمة أبطلت المفاجأة عنصر التشويق وبينما يجفف العالم ثيابه المبللة بماء المحيط، قفز من قفز من المركب المثقوب، والناجي الوحيد إضافة لأم الطنافس الفوقا، وأفكاري المعتوقة من قيد التشاؤم.
شيء ما يطبخ في الخفاء!، كورونا التحى السياسة، وتبرّج بالاقتصاد، وارتدى نظارة التكنولوجيا، بشريحة إلكترونية يعتقنا بيل غيتس ساعة يشاء، (وثيقة مناعة ستسمح لصاحبها بالتنقل بحرية) على أن حاملها لم يعاشر الفيروس الضال، هل عاد زمن العبيد، أم أننا لم نتحرر يوماً من صك الرق؟!
خديجة معلا