الوحدة 21-5-2020
دقت طبول الحرب وأعلنت نفيرها، اشتعلت الحرب بين فدائيي ياسر عرفات وجيش الملك حسين في الأردن.
أيلول الأسود، ما أكثر عراك العرب فيما بينهم؟! ما أشجعهم وأسرعهم في قتل أبناء جلدتهم؟ لو يبكي الحجر لكان أول من يبكي عليهم هم العرب.
وبعد إعلان النفير واشتعال المعارك بين المتحاربين، طلب منّا نحن أشاوس الزبداني من يرغب بالتطوع لنصرة الفدائيين الفلسطينيين ومشاركتهم حربهم المقدسة هذه لنغسل معهم شحار أيلول الأسود، ثلاثة عشر نفراً من أشاوس الزبداني تطوعوا للسفر ومشاركة إخوتنا الفلسطينيين المناضلين ضد الرجعية العربية والصهيونية والإمبريالية العالمية، ثلاثة عشر نفراً انطلقنا بـ (لاندروفر) ووصلنا الشام قبيل منتصف الليل.
ليلة.. ليلتان.. ثلاثة أيام وقبل أن ننطلق باتجاه الجنوب على الحدود الأردنية لمشاركة أبطال المقاومة معركة الكرامة التي كنا نتابعها مع المارشات العسكرية والأغاني الحماسية عبر الأثير من الإذاعات وفجأة قطع البث، فجأة في أغلب الإذاعات استبدلت الأغاني بالمارشات العسكرية والأغاني الوطنية وصوت عبد الباسط عبد الصمد مقرئ القرآن البديع.. ليعلن بعد وقت عبر الأثير أيضاً.. موت الرئيس جمال عبد الناصر.. توقفت الحرب وعمّ الحزن أرجاء الوطن، نكست الأعلام والوجوه والقامات وكيفياً اتفق رجعنا نحن الثلاثة عشر نفراً من أشاوس الزبداني لا نلوي على شيء..
بديع صقور