الوحدة 16-5-2020
الله محبة.. قبل أن ينزل آدم إلى الأرض، زرع الله فيه المحبة، وعلى الأرض، سوّلت لقابيل نفسه، فقتل أخاه (هابيل)، وهكذا بدأ الحب ينحسر على الأرض،
وتتسع مساحة الكراهية والحقد والدم، وتتوالد عناصر الشر، وتمسك بعناصر القوة والسطوة.
×××
قد تضطرك الأيام إلى أن تقف في باب آخر.. أنت بشر وهو بشر، الفرق بينكما ، أنت تقف في بابه..
قد يقول لك (سأكون معك)، وقد يرفضك ويرفض مساعدتك، لسبب في نفسه، ربما لأنك لا تظهر له المسكنة، ولا تصعّر خدك له، وربما لأسباب اجتماعية متخلفة، وربما لحقد يبطنه لك، وربما لأنه بطبعه لئيم.
×××
من أصعب الأمور على الرجل الكريم أن يقف في باب لئيم، ومن أصعب الأمور أيضاً أن تلزم نفسك بالصمت وأنت في بابه كما يرى شاعرنا المتنبي، (ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى لئيماً ليس من الصمت على فعله بدّ) هنا المقطع الشعري عرضته بتصرف.
×××
كان أبي رحمة الله عليه يقول (لا تشهر سيفك على ضعيف، وإن أمسكت العز والقوة هزّها ولا تضرب بها، ولا تظهر قوتك أمام ضعيف أو قريب أو جار،
وكن حليماً ومحباً للناس، فأنت تتعامل معهم بأصالتك).
لا حدود لكلمات أبي الذي رحل، ولا حدود لكلمات كل الحكماء الذي عاشوا على هذه الأرض.
من قال إن الخير سيتغلب على الشر، إن انتصار الخير هو الصمود في وجه الشر، والتعالي عن ردود الفعل الخطأ، والحقد لا يزرع إلا الحقد، وأزهار الحقد مهما بدت جميلة، فهي سامة كأزهار الدفلى.
×××
تحب الأشياء فتراها جميلة، أحياناً، يمكن أن تحب حقدك أو غضبك حتى وكراهيتك للآخرين، لا تخلط بين ما تراه جميلاً، وبين ما تمليه ضرورات القيم الإنسانية والأخلاقية.
تسألني حفيدتي: كيف استطعت أن تتجاوز متاعبك على امتداد عمرك؟
قلت بالحب والصبر.. وألا أخلط بين الفعل وردة الفعل الغاضبة، وأن أظن بالناس خيراً، وإن لم يكونوا خيراً، ولقناعتي، ليس ثمة شجرة كفر وحقد وصلت إلى السماء، حتى كسر رأسها.
سليم عبود