بين الشـط والجبل …أسئلة معلقة

العـــدد 9299

الإثنـــــين 25 شـــباط 2019

 

(لست وحيداً وبين أصابعك كل شيء) . .
كم تبدو هذه الكلمات ساحرة ونحن محاصرون ضمن دائرة القلق اليومي، حيث تتشابه شجوننا وتطلعاتنا وأمنياتنا المعلقة كذبائح على جدار الوقت!!
ليس غريباً أن تكون صداقتنا للأشياء في أحيان كثيرة أقوى من صداقتنا للأشخاص وأن تسكننا الأماكن أكثر مما نسكنها، وأن يغدو الزقاق المفضي إلى منزلٍ قديم وريداً آخر ينبض في عروقنا . .
شعورٌ مؤلم قد يحمله المرء عند عودته إلى البيت مثقلاً بأعباء العمل وبوجوهٍ تتقن فن النفاق والتملّق، والذي أصبح موضة دارجة هذه الأيام . . ربما تفتش في أرقام هواتفك رغم ازدحامها، وتعتصر ذاكراتك منشداً وجه صديق هو بمثابة خمرة الروح وكنز حقيقي يعادل كل مناجم الأرض!
كثيراً ما نحاول (أنسنة) الأشياء التي تدفئنا رغم صمتها، نحاور ضوءها كي نبدد العتمة التي تلف مشاعرنا وأيامنا . .
يسألك جاركَ وزميل العمل وربما قريبٌ تلتقيه صدفة.. لمَ تكتب؟! وعّمن تكتب؟! وربما يهتف لك آخر ممازحاً.. الأدب لا يطعم خبزاً . .
الغريب أنه رغم كل هذا الازدحام من حولنا، والصخب الذي يملأ حياتنا،
والصداقات الموقوتة، مازلنا بحاجة إلى من يسمعنا بصدق . .
إلى يـــدٍ تشاغب بـــرد الوقت وصقيعــه، وتكتب عنّـــا وإلينا . . وأصابع تلّون أيامنا بريشة الابداع على اختلاف أنواعه ومجالاته وفنونه القصيّة!!

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار