الوحدة : 9-5-2020
يقول حكيم: (لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع)…. الوضع الاقتصادي الذي يعيشه السوريون اليوم، يجعلهم دائمي الكلام عن المستقبل وبخوف، وكذلك يتكلمون عن الحاضر بقلق، وحكايات الغلاء والفساد، وارتفاع الدولار مسلسل مستمر ولا يريد الوصول إلى الحلقة الأخيرة أبداً.
×××
الحديث عن الفقراء والأغنياء.. المضحك في الأمر أن الجميع يتحدثون عن الفقر والجوع والفساد والثراء المشروع وغير المشروع، ويختلط الأسود بالأبيض، ويظل الخوف من القادم، والخوف من الجوع، والخوف على المستقبل، ويبقى لدى الفقراء وحدهم الأمل بمجيء الفرح والفرج دون السؤال كيف, وفي الواقع هذا الفرح الذي يسكننا كما تسكن الأزهار البرية غابة الصنوبر والسنديان، ذبل، إذا ظهر لنا هنا أو هناك زهرة متفتحة بالأمل، نضحك من قلوبنا، ونمسك بالزهرة طويلاً ونستنشق عطرها، وتنام أحلامنا على مفارق الأمل: (إن شاء الله سيأتي الربيع، والربيع قادم، والزهر سوف يتفتح، وتفاءلوا بالخير تجدوه).
نقول ذلك للذين نحبهم، يبتسمون ليس لما نقوله لهم، ويقولون في نوع من المجاملة الهادئة (إن شاء الله).
×××
سنظل متفائلين، الغلاء يأكل قدرتنا على الشراء، والفاسدون يأكلون الوطن،
والجرذان انفلتت في شوارع المدينة، وتوقف إشارات المرور الحمراء والصفراء والخضراء، في شوارع الحياة، فوضى مرورية، والشاطر يمر، والقوي يمر..
وعلى اللوحة الدريئة، صور دولار أخضر.
قبل ثلاثين سنة سألني أحد الأنقياء الصالحين عن لون الدولار، قلت له لا أعرف لونه ولا شكله، ولا يهمني هذا الأمر أبداً، صار الدولار اليوم حديث من يعرفه ومن لا يعرفه.
×××
الخطب الرنانة، والخطابات عن الوطنية ـ لم تعد رحماً لولادة النقاء،
في هذا الزمان ماتت الخطب التي تتحدث عن النقاء، لأن الذين أحرقوا الغابة،
وأحرقوا أزهارها، أحرقوا كل الكلمات النقية، وكل العبارات التي تؤمن بالوطن،
وباتت أحلام الفقراء والأنقياء، تضطجع في خنادق الوطن، بانتظار الربيع..
سليم عبود