الوحدة : 5-5-2020
ربما عانى الفريق الحكومي المعنيّ بإدارة ملفّ التعامل مع وباء كورونا من ضغوطات كثيرة وكبيرة خلال الفترة الماضية، إلا أنّه نجح إلى حدّ كبير في إدارة هذا الملفّ، بالوقت الذي كانت فيه الإجراءات التنفيذية جيّدة هي الأخرى رغم عديد الملاحظات التي سُجلت عليها، والتي جاءت نتيجة اختلاف القناعات بشأنها، وتقاطعها مع الظروف المعيشية، أو مع المصالح الشخصية..
معظم الإجراءات وصلت إلى غايتها، وهذا ما تؤكده قرارات العودة إلى الحالة الطبيعية في معظم القطاعات تقريباً، وأرقام وزارة الصحة حول هذا الوباء، والتي حملت في معانيها الكثير من (التطمينات) والأخبار المفرحة، وهنا بيت القصيد، والسؤال: ماذا عن الآتي، وهل هناك مخاوف من تجدد تفشّي هذا الوباء لا قدّر الله، أم أن الفريق المعنيّ وبناء على تقارير وزارة الصحة اتجه إلى القرار السليم؟
نتمنى أن يكون الجواب (نعم)، وبناء على هذه الـ (نعم) فإننا نلفت عناية أصحاب القرار إلى أن المواصلات هي عصب هذه العودة، وكل ما اتخذ من قرارات سيبقى (أعرج) ما لم تتوفر الوسائل التي ستنقل العاملين إلى ومن أماكن عملهم، مع لفت النظر إلى أنه ليس بإمكان كل الدوائر أن تؤمّن وسائط نقل لموظفيها من كل القرى، وحتى داخل المدينة، وبالتالي لن يكون تنفيذ قرارات العودة إلى العمل سليماً وكاملاً ما لم تعد وسائل النقل الجماعية.
قد يتمّ استدراك هذا الأمر في أي لحظة، وبإمكان القرار القادم بهذا الشأن أن يفرض قيوداً محددة تخفّف من الاحتمالات السلبية، سيما وأنّ التحايل على هذا الموضوع يتم بطريقة سلبية إن يحشر من (5-6) أشخاص أنفسهم في سيارة (تكسي) أو سيارة خاصة ويتقاسمون أجرتها، وبالتالي فإن من (10-12) راكباً في سرفيس أفضل وأقل ضرراً!
في سياق متصل، وحتى لا يذهب عناء أي شخص سدى، فإن المطلوب هو الدقة والتقيّد بدوام العاملين في الدوائر والجهات التي عادت للعمل، وخاصة تلك التي تمنح أوراقاً رسمية حتى لا يكون حضور المواطن بلا فائدة، وتسريع هذه المعاملات تخفيفاً للازدحام عليها، متمنين السلامة للجميع.
غانم محمد