العنف في الأدب الصهيوني

الوحدة : 4-5-2020

العنف في الأدب الصهيوني، كتاب للأديب والإعلامي علي سليمان, وقد صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب والمؤلف معروف وهو يحمل شهادة الدكتوراه في الأدب العربي القديم وكان يرأس مؤسسة الوحدة وكان معاوناً لوزير الثقافة يتضمنُ الكتاب أربعة فصول، يتناول الفصل الأول العنف الصهيوني الموجّه ضد العرب ويتناول الفصل الثاني روافد هذا العنف وخاصة التوراتية، وعقدة معاداة اليهود ونزعة الانتقام ويتناول الفصل الثالث العنف في الرواية والقصة الصهيونيتين, والأدب الموجّه للأطفال لزراعة الكراهية والأوهام في نفوسهم، أما الفصل الرابع فقد خصصه الكاتب للعنفَ في الشعِر الصهيوني من جهة ثقافة الكراهية والعنف المعنوي أو المبطّنِ واختلاقِ العدو وممارسة سياسة الخداع والابتزاز وقلب الحقائق واستخدام العنف بحجّة الأمن, ومضامين العنف الموجه للأطفال.

يرى المؤلف علي سليمان أن هناك تلازماً بين الأدب والقيم الإنسانية على امتداد العصور، وهذا يجعلنا نتردّد كثيراً في إطلاق تسمية الأدب على أيّ نوع من أنواع الأدب والفن إذا تنكّر لهذه القيم وارتضى أن يكون خازناً للعنف ويدعو إلى العنف والكراهية وقهر الآخر و التسلّط والعنصرية.

ويؤكد المؤلف أن التأثير المتبادل بين سياسة العنفِ التي تتبعها الحركة الصهيونية وبين عنفِ أدبها أسهم في توليد أدبٍ أكثر عنفاً وقسوة ووحشية.

وقد قدّم المؤلف حقائق تجعل القارئ يُصاب بالدهشة والذهول لشدّة حقدِ الصهاينة تجاه الوطن العربي, والمؤسف أننا نرى العالم في كثير من الأحيان يُغمض عينيه ويُصمّ أذنيه عن هذه المجازر البشعة.

في مجال الرواية والقصة يتحدث المؤلف عن دعوة الكتّاب الصهاينة إلى العنف المادي الذي يتجلى في الدعوة إلى اغتصاب الأرض وهدِم ا لبلدات والقرى والمنازل والمساجد والكنائس والمقابر الفلسطينية وفي التحريض على عمليات القتل والتنكيل والإذلال والمطاردة والمجازر والحضِّ على قطع الأشجار وإتلاف المزروعات والمحاصيل وجرف التربة, وطمس المعالم الجغرافية.

ويستخدم الكتّابُ الصهاينة العنفَ المعنوي بتشويه صورة العربي والسيطرة على الحقائق وطمسها واستخدام وسائل التضليل والتحاليل والابتزاز والترهيب والمتاجرة باللاسامية ومزاعم الاضطهاد والعداء لليهود وغير ذلك من أشكال العنف المعنوي.

ويتحدث المؤلف علي سليمان عن رواية (خربة خزعة) لمؤلفها (يزهارسميلا نسكي) حيث يقدم المؤلف مشاهد العنف والقسوة وأساليب التنكيل والإذلال التي مارستها القوات الإسرائيلية ضد سكان إحدى البلدات الفلسطينية لإرغامهم على الهجرة وتركِها للمستوطنين اليهود.

وقد خصّصَ علي سليمان الإعلامي والأديب المعروف الفصلَ الرابع والأخير من كتابه الهام (العنف في الأدب الصهيوني) للعنف في الشعرِ الصهيوني والتحريضِ على الكراهية والخداع والابتزاز وقلب الحقائق.

إن الحركة الصهيونية وشعراءها لم يوُلد من رَحمِ الشرق ولم يتنفّسا من مناخه الروحي والثقافي والأخلاقي ولم ينهلا من مُثُلِه, وقيمه وإرثَه الحضاري بل وَلدا من رَحمِ الغرب الاستعماري ونهلا من ثقافته ومفاهيمه العنصرية الاستعمارية فالحركةَ الصهيونية تُفاخُر بانتمائها للحضارة الغربية وبأنّها تشكّل قلعة متقدّمة للغرب والحضارة الغربية في وجه الشرق إن الحركة الصهيونية لم تأخذ من أسفار العهد القديم إلا ما يخصّ على العنف والكراهيةِ واحتقار الآخر.

ويُبرز الكتاب العنف في الشعر الصهيوني وقد استشهد المؤلف على كلامه بقصيدة للشاعر الصهيوني (يونثان غيفن) أثناء عودته في إجازة بعد مشاركته في العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 1982 وهذا نصّها: (حينما عدتُ من إجازتي إلى وحدتي التي تقاتل عند مداخل لبنان بادرني – بوعز- بالسؤال, كيف كانت الإجازة؟ قلت له إن والداتي بكتْ كثيراً لأنني لم أُحضرْ لها رأسَ أحدهم، والداتي بكتْ لأنني لم أقتل المزيد).

وفي مقطوعة شعرية لهذا الشاعر العنصري الصهيوني بعنوان (صبرا وشاتيلا) قال: هناك في مقهى بكريات شمونة كان جمهور غفير يجلس أمام الشاشة الصغيرة لمشاهدة الأسرى الفلسطينيين صرخ الجمهور وصرختُ أنا أيضاً ابتهاجاً بالحشد الجميل حيث الإرهابيون في طريقهم إلى المعتقل.

اقتلوهم صرخ الجمهور، صرْخنا جميعاً، احصدوهم اذبحوهم، اقتلوهم، في صبرا وشاتيلا شاهدت دماء فارتاحتْ نفسي.

في هذا السياق ليس ذلك الشاعر حالة فريدة في هذا التوجّه المسرفِ بالقسوة والعنف وليس استثناء بين شعراء الحركة الصهيونية ومن هؤلاء الشاعر (ابشلوم كور) الذي تشبّعَ بثقافة العنف والكراهية واعتبُر من دعاتها المبشّر بها فقال في قصيدة عنوانها (لو كنُت قائداً لجيشنا الأسطورة) ووقفتُ عند أبواب المدينة المحاصرة المختنقة مدينة (المخرّبين) مدينة الفلسطينيين لزرعت الموت والدمار في كل المزارع والشوارع في كل المساجد والكنائس لن يكون لهم وجود في عالمنا سنسفك الدماء الكثيرة ونقتل الأطفال والنساء والشيوخ.

كتاب العنف في الأدب الصهيوني للدكتور علي سليمان الصادر عن وزارة الثقافة يقدم صورة عن الأدب العنصري الكريه.

وأخيراً: إننا نحن العرب السوريين ندافع عن كرامة العرب ونخوض معارك الإباء والشرف ويضحي شهداؤنا بأرواحهم لتظل راياتنا خافقة في سمائنا الأبية.

عزيز نصّار

   

تصفح المزيد..
آخر الأخبار