وطني الذي أحبّه

الوحدة : 3-5-2020

هو الليل بطيء الخطوِ مكتئبٌ، وثمة غيماتٌ يمطرن الرزايا، أيّها الهارب أوقف قدميك فلقد عامت مقلتاي وهما ترنوان إلى خليجٍ يفيق من وجع السفر.

×××

كأنما الأيام تجمّدت، والراحلون هبطوا والفجر، فدعني أبثّ وجعي لكل أولئك الذين غنّوا لجرح الأرض، دع كلماتي رؤىً يجمعها المساء على الرصيف، فلقد رحلت أقاصيص وما عادت مدينتي تشتاقني كعادتها.

 يومها، كان يحملني الحنين على يديه، فيأخذني شوقٌ رمّدّ أنفاسه على خديّ، وكانت الرؤى توزّعني فوق المساءات الحزينة.

×××

أوقات للريح: أن الهوينى، دعيني أسمع زقزقات الصغار، دعيني أضمّ من قلقي حفيف جدائلها، دعيني أفرش ذكرياتي على رخام أمسياتها، واتركيني أقطف الورد من عشب عينيها.

×××

 يا وطني الذي أحبّه، جفّ حلقي من نداءاتي الكسيحة، والرحل راح يلملم انكساراته في صباح من ضجيج، فضمّني إلى حنايا صدرك فمعاً يحلو البكاء، وإمّا رأيتني- ولو لمرةٍ- ضاحكاً، فإنما أنا أضحك لأهزم أدمعي.

×××

 يا وطني الذي أحبّه… أنا أطعمتك أنباض أوردتي، وتركت مناديلك تستحم في قلبي، وافترشت كرماك لهيب الأماسي، وكم كم مسحت عن وجهك أخيلةً كانت تجوس لياليك, وكمْ كمْ دعوتُ ألا تجفّ يدُ السحب.؟!

×××

يا وطني الذي أحبّه.. أنا صوتك المبثوث في رئة الفجر، فاندلع كالضحى، وكن مطراً يسافر والمدى.

 سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار