الوحدة : 29-4-2020
يحل علينا شهر أيار رمز العطاء وتجدد الحياة ونحن نعيش بحذر أزمة وباء الكورونا – أبعده الله عن سورية الحبيبة وشعبها الأبي – وفي ظل أجواء السلامة الصحية وأساليب الوقاية المتخذة ومنها التزام البيوت والابتعاد عن أماكن التجمعات، ومع بدء خطوات التحرر تدريجياً من مخاطر هذا الفيروس العابر للحدود وعودة الحياة إلى القطاع الخدمي وجزء هام من القطاع الإنتاجي فلن ننسى جهود وتعب عمالنا في هذين القطاعين الحيويين وخاصة القطاع الصحي إضافة لسلكي القوات المسلحة الباسلة والأمن الداخلي اليقظ الذين سهروا وتعبوا وتفانوا للحفاظ على سلامة البلد وأمن الوطن والمواطن وحتى تبقى عجلة الاقتصاد تدور وتمشي بدون توقف.
ومع عيد العمال العالمي نبارك في هذه المناسبة للزنود السمر في الأرض والمعامل وكل القطاعات وكذلك ملائكة الرحمة الصمود والتفاني في العمل والعطاء لتبقى دورة الاقتصاد ومناحي الحياة دائرة ومنتجة ولتُكتب السلامة لسورية الصامدة وشعبها المخلص (حمى الله سورية وشعبها)، وهذا الجهد والتعب رافقته تضحيات بالنفس والنفيس قُدمت قرباناً لمذبح الوطن للمحافظة على سلامته وأمنه ووحدة ترابه الطاهر مع تضحيات من مختلف القطاعات العسكرية والأمنية والإنتاجية والخدمية لأن من يضحي بنفسه ليحيا وطنه وشعبه يكتسب أعلى درجات القدسية والجهاد الوطني والديني والأخلاقي، ولأنه الشهيد الذي وعد فوفى وقرر فصدق وقارع فاستبسل ولبى النداء فاستشهد وسقى تراب أرض وطنه الطاهرة، فاستحق بجدارة وحق (قيمة القيم و ذمة الذمم) لأنه أكرم بني البشر، وفي يوم ذكراهم يُبعث الشهداء رموزاً شامخة وصوراً مشرفة وعطوراً زكية في قلوبنا وضمائرنا لتقتبس منها عموم الأجيال القادمة بهاء الحرية وقدسية الوطن وقيمة حبات ترابه.
مرحباً بأيار وبأسمى أعياده على أمل مواجهة التحديات والمخاطر وترسيخاً لمقولة (شعب سورية حر أبي مؤمن بوطنه زاد عن الحمى واستعذب الموت في سبيل وحدة تراب أرضه واستقلالية قراره الوطني)، والنصر إن شاء الله تعالى على وباء الكورونا والفساد والقضاء على الإرهاب الذي لا يتم بنشر أشكال العنف والعدوان والحروب على الدول و التنكر لحقوق شعوبها في تقرير مصيرها، وإنما بالاعتراف بحق كل دولة بالعيش بسلام وأمان دون خوف من بطش الأقوياء وظلمهم وعدوانهم.
د. بشار عيسى