سأخرج من تجاعيدي

الوحدة : 26-4-2020

ثواكلٌ هنّ منازلُ قريتي.. وثمة نساءٌ يقطرن دموع الأسى.. أسمع دويّ الصور المعلّقةِ على لوحات الشرق، يرغبنْ لو أن لهنّ العودة، فينهلْن من أكؤس الشهادة، فاعْصِفْ يا أيُّها الشوقُ في شراييني، واعْرجي يا قريتي في مدارج الفخار، فترابكِ مبلّلٌ بدماء التاريخ النابتِ من شقْشقةِ فجرِ يتهادى من نوى ليلٍ طال إدلاجُه، فغطى عتْمة كلِّ الساحات..

×××

الآن، سأخرج من تجاعيدي، وسأفتح درباً من هديل اليمام، يكْتسي ثوباً من سعف النخل، ويصعد سلالمَ من فرح.

يقولون: أجمل الطرق تلك التي لا تُرى إلّا بعين القلب، فَاهْدجْ يا أيُّها الخافقُ واصدح بأنباضك، فأيام لقائك بمن تحبُّ، قاب نهدةٍ أو نهدتين..

×××

أفرَ من خوفي إلى خوفي، فأرى عينيكِ تُراقصان الحلم، فتشدوا الرياح، وتُطفئ البسماتُ وجعَ القلب، ويظلُّ يلوب على فمي سؤال: إلى متى سأظلُ أغرق في شرفات الأرق؟

×××

هي أحلامي.. تركتْني نَهْبَ الشجون، فبقيْتُ خلف توجّسي، وأشقَتْني خطواتي في دروبٍ معلقةٍ، وظلّ يحملني إليكِ تلّهفي، وظلّ يفترش الغيمُ صباحاتي وظلّتْ تُسلمني لموجعها الليالي..

الريح تحملني.. وثمة أصواتٌ تأتيني من وراء الخراب، وهذي الطيور يرجّها الذعرُ وثمة قمرٌ يتسكع في غابات الليل، ويطلْ على قلبي نوراً شعشعانياً، فأركض بما ملكتْ أفكاري لملاقاة القصيدة..

×××

الآن.. سأخرج من تجاعيدي..

سأدع قلبي يبعثر وحشته..

وسأذكّرُ أولئك الساهرين على تخوم الثغور بما قاله أحد أجدادهم ذات وطيسٍ (إن مَنْ يزأر.. لا يُصْغي إلى خرخْرة النمور).

سيف الدين راعي