الوحدة : 21-4-2020
هو جفْني يرويه هاطل دمعه، وها .. دمعي يؤاخي الليل.. وها.. عصافير عيوني تطير، تعانق الشفق.
وها.. تمْضي الحقول، وتحطّ على كتف الشتاء وحين يعشب المساء ينحني البحر، وترسل الأمواج زعانف حزنها وتُشعل الرمال أصابعها.
×××
أنا مشتاقٌ لمساحة صوتك، فلا تجعلي أيّامي تشُبه الوداع ، خبّئيني بين لوز أصابعكِ، دعيني أقارع وحدتي، وخلّي الورود تُزهر شموساً، والربيع يوُرق أنغاماً.
هي أيّامي تشتهيكِ سنابلَ قمحٍ، أفياءً وماءً، فبعْثريني بين أحداق الزمان، فكلّ أحبابي تواروا في تلافيف الحكايا والسهر..
×××
يقول أنطون مقدسي: “يستيقظ الإنسان إلى ذاته، وإلى عالمه على حلمٍ يتبخّر” وأنا كم وافتْني أحلامُ أرتنْي إياك مضوّيةً كبدايات الصباحات؟ وكم أيقظْتني أحلامٌ كل ما فعلَتْهُ أنّها جَعَلتْني أجترّ تواشيح الخرافات؟ وكم عَبَرتْني أحلام ماتتْ في لحظة عبورها؟ وكم من الأحلام عاجَلَها الرحيل فمضتْ حتى بلا تلويحة وداع؟
×××
أسلْمتُ نفسي للريح، ورأيتُ كيف راحت الشطآن تنضح ألوانها ؟ وكيف راح الغمامُ ينسكبُ على مدى وجهي مبلّلاً قامةَ أحزاني المتماوجة مع أرجوحة مزْمار راعٍ يموسق أغنامه على كتف الوادي المخضّر.
×××
يقول كاتا نزاكي: إن النعامة تعدو بأسرعَ ممّا تعدو الخيول الضوامر، لكنّها ما تزال كالإنسان، تغرس رأسَها الثقيل في التراب الثقيل”
فمتى يتعوّدُ المرءُ أن يمشي واقفاً؟؟!
سيف الدين راعي