الوحدة: 18-4-2020
في بلاد العرب، تتداخل المفاهيم، تظل حادة وذات رؤوس كرؤوس المسامير الصدئة.
لنعترف، في مقاييس الواقع الاجتماعي القائم المرأة جسد، والرجل مالك هذا الجسد، وأن المشاعر التي يملكها نحو المرأة ليست أكثر من شهوة، وفي أحسن الحالات، تبقى المرأة حاضنة للتفريخ، وليس من حقها أن تعلن تلك المشاعر إلا في الخفاء.
أحياناً، تخرج مشاعر الرجل كقصيدة شعرية مجنونة هاربة خارج أسوار التقاليد، لأن الاعتراف بتلك المشاعر ضعف، وأن مشاعر المرأة الأنثوية إن تفتحت في لحظة ما، تأخذها إلى الرجم الاجتماعي، وأحياناً إلى الذبح ..
يقولون: في بلاد العرب، يظل الحب حاراً كشمس الصحراء، هذا صحيح، فقط في القصائد التي كان ينشدها الشعراء، وفي أوكار الشهوات التي تكون معتمة كالسراديب.
في بلاد العرب، يولد الحب كقصيدة، أو حكاية ، أو كومضة برق، قبل أن يموت الشعر في العالم العربي، كانت القصائد مشتعلة بالحب، لكنها كانت ملفوفة بأثواب التقاليد، وإن اعتراف الرجل للمرأة بمشاعره نحوها، هي لحظة ضعف، وإن اعترافها له بمشاعرها (قلة حياء) وبعضهم يراه فجوراً..
نحن العرب أكثر الناس اعترافاً بعواطفنا ونزواتنا في لحظات اللقاء التي أطلقنا عليها اللحظات الحميمية، في تلك اللحظات ينزل الرجل عن عرشه الذكوري،
والموجع أنه بعد انتهائه، يغسل نفسه من عواطفه بماء ذكورية فاجرة.
هذا الواقع، يدفعني إلى طرح السؤال التالي: هل نحن العرب نعرف الحب،
هل نعرف أن المرأة هي النصف الآخر من المجتمع، والسؤال المهم: هل تعرف المرأة طريقها إلى بناء شخصيتها ووجودها وبناء مشاعرها ؟! هذا السؤال طرحته في اجتماع أقامته عدد من السيدات قبل سنوات.
كان السؤال إشكالياً، وكانت الأجوبة إشكالية أكثر.
سليم عبود