بعض الكلام

الوحدة : 16-4-2020

في هذا الزمن الصعب أصبحنا نبحث عن جرعة أمل صغيرة كمن يبحث عن إبرة في كومة قش.. نهاتف بعضنا كي نطمئن أننا مازلنا بخير وعلى قيد الحياة..

هي غصة في القلب أن نتمنى رؤية أهلنا وأحبتنا من جديد رغم قرب المسافة بين الريف والمدينة أو بين مدينة وأخرى..

غربة صعبة لم نتوقع يوماً أن نعيشها تذكرني بمصطلح طبي يدعى (الغرق الجاف)..

ربما في السابق أجلنا زيارة لقريب أو صديق لأن الوقت لا يتسع وقلنا سيكون كل شيء سيكون على ما يرام في وقت لاحق..

كم مرة احتجنا فيها أن نرتمي في أحضان أهلنا بعد أن كبرنا ونخبرهم أننا نحبهم كثيراً لكن مشاغل الحياة جعلتنا لا نجيد التعبير بدقة عما يعترينا..

أسئلة حائرة وما من إجابة شافية حتى الرغيف لم يعد صديق صباحاتنا ولا قبلة اشتهاء عارمة..

غارقون نحن في تفاصيل الحنين حتى التعب.. نخالف قرار حظر التجوال كل ليلة في أحلامنا، نعانق وجوه قرانا الحبيبة ودروبها، نقبل وسادات أمهاتنا في الليل ونتسلل خفية كل لا نوقظ شوقاً يمشي على الجمر ويغفو وهو يتظاهر بالابتسامة..

وما بين قراءة خبر عن هزة أرضية وأخرى ارتدادية نحتاج إلى إعادة قراءة أشياء كثيرة من حولنا، ومنها روايات أحببناها وذكريات لازالت عالقة في وجداننا رغم السنوات الطويلة..

وحده صوت فيروز لم يرتدي كمامة أو ينأى بنفسه عن جراحاتنا وشجوننا الدفينة،

وحدها تلك الذاكرة الخضراء في زمن الحجر المنزلي تفتح نافذة هي بمثابة أفق رحب على مدن لامتناهية من النعناع!

 منى كامل الأطرش

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار