الوحدة : 14-4-2020
من وجع العشق قفزتُ إلى صخرة الذعر.. جسدي معطَّرٌ بالظنون، وقد جرَّحتْهُ أشواكَ العيون، وأنا الواقف بين همومي أرنو إلى جهامة قَبْرٍ انتصب قدّامي، فتدكْدكتُ، ورحتُ أبسْمل، وأحولقُ، وأشيح بنظري في المدى البعيد..
×××
أوْقفَتْني صورتها في منعْطف الحيرةِ.. ثمة سحبٌ تلاعبها الريحُ فتهادتِ الظلالُ من حولي حتى ضاع اللون في اللون..
×××
غفا الحلمُ كغَفْوةِ الريحان، فناديتُ: يا حنانَ الطلِّ رفَرْفْ واسكبْ زخّاتِكَ في دربي، أنا متعبٌ كالأنين، والصمت لو يفتح بابه لأوجعْتُكَ عتاباً يرفُّ حياءً، ويفكُّ عن جسدي قَيْدَ ليلٍ معتمٍ، ولدعوتُ صادقاً وراجياً أن تنأى كلُّ الافاعي عن بلادي..
×××
حاصرني السوادْ.. فرحتُ أبحث عن حزْمةِ ضوءٍ ، كانت الدروب كلّها بلون الجنازات، حتى الريح كانت مُشْبعةً بالبكاء، وكيف لا؟ وقد غادرنا المحبّون شهداءَ، ملفوفين بعلم الوطن؟
×××
لطالما أحسَسْتُ بأن جزءاً من قلبي كان يُدفن مع كلِّ شهيد، ولطالما قلتُ: إنّهُ الوطن، فإمَّا أن يبقى عزيزاً مهاباً ولو بدماء أبنائه، أولا يكون..
ولقد رأينا وبعد تسع سنواتٍ ونيَّف أن الدماء انتصرتْ على الحقد والكراهية وأن الوطن ما يزال شاباً، ويزداد شباباً، وأنَّ الحدائق ما تزال تُزهر ورودها وأن الينابيع تُسْقسِقُ في أكنانها، وأن جباله ووديانه ما تزال عالية الجبين وباسمة العيون..
×××
أحسسْتُ بفرح ما عَبَرَ دمي، ورفعْتُ كفّي بالدعاء لمن يحرسون الصحو والغيم، ولمن أضحتْ خطواتُهم مجامر لاهبةً، تحرق أصحاب ثقافة اللحية والساطور.
سيف الدين راعي