هرولةٌ رياضيةٌ

الوحدة : 9-4-2020

لم يكن يوماً عادياً بالنسبة له، وإنما مفاجآت تتلوها مفاجآت أخرى، بسبب قلقٍ شديد انفجر به كضوءٍ مباغتٍ لغرفةٍ مظلمة، وهكذا تسرّب ذلك القلق، ليصطدم بكل شيءٍ… كل شيءٍ، فيفقد توازنه، ويدخل مع نفسه في حوارٍ مفككٍ وغامضٍ، لم أفهم منه كلمةً واحدةً، وبدا شجرةً يابسةً في بستانٍ استوائيٍ لا يغيب اخضراره!

 انتظرت وطال الانتظار، فهو صديقي، ومن غير الممكن تركه على تلك الحال.

 وضعتُ أمامي باقةً من التوقعات، واخترت الحلول لها ضمن حدود مقدرتي.

 إلى هنا ولم أكن أدرك بأنّ عدوى القلق ستصيبني لمجرد أن عرفت مصدر قلقه، وهو (نتيجةُ سلبيةُ لمباراة كرة قدم)

اِعْتَبَرها ظلماّ واقعاً عليه شخصياً، ولمَ لا؟ فهو مشاهدٌ متعصبٌ لأحد الفريقين المتباريين، فبرزت عندي أشكالَ القلق الحقيقية دفعةً واحدةً على قلقه الذي لا قيمة له ولا يساوي شيئاً على الإطلاق، وإنما يثير ويحرّض قلق الآخرين.

 أمثال هؤلاء: يشترون الهموم كما أشتري أرغفة الخبز يومياً، بفارقٍ بسيط وهو قلب المسرّة إلى مأساةٍ، كالرفاهية الزائدة التي تتنقل من قلقٍ إلى آخر.

 إلاّ أن صديقي البسيط بساطةً الأحوال والأعمال و…. جيوبه التي لا يحتاجها، فهي بمجموعها لا تؤمن له قوت يومه، ليطبق المثل القائل: هرول وراء الرياضة، ولو كنت حافي القدمين.

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار