درهم وقاية

الوحدة:2-4-2020

منذ أن تفشى فيروس كورونا في شهر كانون الأول الماضي وتوسع انتشاره في شهر كانون الثاني بدأ العالم عندها يلتقط أنفاسه إلى أن وصل المنحى التصاعدي له في شهر آذار حيث حصد ما يقارب الخمسين ألف ضحية من مختلف الأجناس والأعراق والأديان ولم يفرق بين غني وفقير أو يميز بين ثري ومتشرد

يُسجل لحكومتنا العتيدة اتخاذها للعديد من الخطوات الاحترازية ضد هذا الوباء العابر للحدود حيث اتخذت في وقت قياسي سلسلة احتياطات فرضتها ظروف أزمة الحرب التي تعيشها مع الإرهاب منذ ما يقارب العقد من الزمن كون الواقع الصحي بعد سنين هذه الحرب الإرهابية المجنونة لم يترك قطاعنا الطبي سالماً مع أنه كان يُشهد له على مستوى الإقليم والمنطقة ومن القاصي والداني بالتطور والتقدم وتوفير الخدمات المجانية والأهم من ذلك التصنيع.

ومع اكتساح الوباء لمعظم دول العالم (الراقي والمتمدن والمتقدم والمتحضر بكل المقاييس) فقد انهارت منظومات صحية ولم تجد أجساد المرضى سريراً للمعالجة الإسعافية، ومن نعم القدر فإننا وبفضل التعليمات الصارمة ووعي مواطنينا في التزام الحجر المنزلي المطلوب وتنفيذ القرارات الرسمية والتزام القواعد والإرشادات الصحية (الغسيل بالماء والصابون – استخدام القفازات – ارتداء الكمامات – التعقيم المستمر كل نصف ساعة بشكل دائم) ما زلنا بخير وما زالت العدوى في حدودها الدنيا (عشر إصابات وحالتا وفاة)، ولوحظ في اليومين الماضيين زيادة في الوعي والتزاماً شبه مطلق بالتعليمات الرسمية وقواعد الحجر المنزلي.

إلا أن ما يحز في النفس بحرقة فلتان الأسعار بشكل جنوني فاق التوقعات واخترق حدود المحظورات وعجز السواد الأعظم من الناس عن اقتناء مستلزماتهم اليومية من الطعام متلازماً ذلك مع عدم توفر السيولة النقدية الأمر الذي يفسح المجال واسعاً أمام أهل الخير والإحسان من الميسورين بإطلاق المبادرات الفردية أو المجتمعة على صعيد المحافظة من خلال المساهمة في تأمين سلة غذائية مناسبة للأسر الفقيرة على أقل تقدير، وهذه الفكرة ليست بعيدة المنال لأن أهلنا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والمطلوب هنا لفتة كريمة بأسرع وقت أسوة بالمبادرات التي صدرت وبزغت في طرطوس وحمص ودمشق.

عود على بدء.. علينا الالتزام بالقواعد الصحية الرسمية والخطوات الذاتية الأسرية لنبقى بعيدين كل البعد عن هذا الوباء سالمين غانمين، حماكم الله من كل سوء وحمى بلدنا الغالي سورية.

 د. بشار عيسى


تصفح المزيد..
آخر الأخبار