من أجل مجدك يا سورية

الوحدة : 31-3-2020

هل بقي بيت في سورية لا يحزن لما أصاب الوطن؟ هل بقي قلب لا يحس بالفجيعة التي تغدو خبزنا اليومي هل بقي بيتٌ لم يحلّق فوقه شبح الدمار، وهل بقي مكان في سورية لم يصمد، هل بقيَ إنسان لم يقدّس التراب الوطني والجبال والغابات والأودية والصحراء في سورية.

×××

هل بقي أديبٌ مبدع أو فنّان أصيل لم يقاوم العدوان والعنف والإجرام التكفيري، هل بقي مفكّر في سورية أو كاتبٌ أو مواطن لا يعرف التشابه في النشأة بين الصهيونية والإخوان المسلمين، فالصهاينة صنعوا كتاباً موازياً للتوراة سمّوه (التلمود) ومعناه التعاليم، وصنع الإخوان المسلمون كتاباً موازياً للقرآن سموه (رسالة التعاليم) لحسن البنّا تحت شعار إن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودينٌ ودولة وروحانية وسيفٌ، وهناك تشابه بين الصهيونية والإخوان المسلمين في الكثير من المنطلقات الفكرية من بينها الانغلاق والانعزال، وعدم الاعتراف بالخطأ كما يوجد تشابه بإلغاء الحدود الوطنية، وجعل الدين هو الوطن وهو الهوية والجنسية حتى تموت المواطنة وروح الدولة وينتهي دور المؤسّساتِ لتسقط النظم السياسية..

×××

تتفتّح أزهار رائعة الجمال كل يوم في أرضنا أرض الحضارات، تتفتّح أزهار تنأى بنفسها عن مستنقع الكراهية والبغضاء، الذي يصنعه أعداء الوطن والتفكيريون الإرهابيون، وسيطهرّ السوريون أرضهم بالمقاومة والعزيمة الصادقة والمحبة سيطهرّون كلَ ذرة ترابٍ من الرجس والظلام والتوحّش.

×××

يريد شياطين الحقد والدمار أن يسقط بلدنا كجذع شجرة منخورة، لكن سورية ذات جذور تقاوم الرياح الهوجاء والضغائن السودَ وتقاوم الصحارى العتية إن الجذور وهي التي تثبت وتترسّخ وتعطي النماء والحياة النضرة.

×××

بعض أدعياء القلم والأدب يطأطئون رؤوسهم أمام الدولار والأعداء ليمنحوهم الأوسمة والمالَ أما أصحابُ الكبرياء، والشموخ فهم يدعون إلى نهار يشعّ بالحرية والعدالة والإباء والكرامة، ولا يستطيع الأعداء والمتآمرون أن يسجنوا أحلام الأحرار والأباة في براري الحرية.

×××

هل يعلم الشاعر العظيم المتنبي أن بعض الشعراء سيفقدون العزّة والشموخ، وأن أمريكا تُذلّ بعضَ العرب وتصفعهم كلّ ساعة هل يعلم المتنبي أن أمريكا تذلّ بعض العرب وتحطم ضلوعهم وتبتزهم وتخيفهم؟ كل ساعة.

×××

السوريون في مواسم الجفاف والجدب واليباس يغنون للمطر القادم، السوريون في زمن الحرائق والدمار والخراب يغنون للبيادر التي تمتلئ قمحاً وبركة وتزهو عشقاً ومجداً.

عزيز نصّار

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار