بين الشط و الجبل ..كورونا… بث مباشر

رقــم العــدد 9554
الخميــس 19 آذار 2020

على مدار الساعة الكونية تتصدر أخبار انتشار فايروس كورونا شاشات العالم وتشغل قادته وكوادره العلمية والطبية!
العالم كله متوجس وقد توّحد بالخوف والهلع من فايروس لا تراه العين، الإصابات إلى ازدياد والعلم منشغل بإنتاج لقاحات ربما تكون ناجعة . . .
إيطاليا دولة مغلقة لا نبض فيها ولا حياة بعد وفاة (250) شخصاً في ليلة واحدة،
القوات المسلحة الفرنسية تفرض بالقوة حظر التجول، مدارس العالم وجامعاته مغلقة مع توقف لحركة النقل الجوي والبحري والبري بين أغلب الدول، العالم تحوًل إلى جزر بحدود مغلقة!
منظمة الصحة العالمية: الفايروس أصبح وباءً حقيقياً ولا بد من إجراء كاسح وباكر وحاسم؟
الأمم المتحدة تسعى لمواجهة الفايروس كما واجهنا من قبله (إيبولا – سارس) ونحن في حرب قدرنا أن ننتصر فيها ونخرج منها بسلام.
العالم كله يطالعنا بإجراءات وقائية واحترازية لمواجهة المرض ومنع انتشاره . . .
قادة الغرب يعلنون جهراً تخوفهم من الفايروس ويعتبرونه كارثة كونية . .
إذاً المسألة ليست مزاحاً ويجب التعامل معها بجدية مطلقة والتزام كامل الإجراءات الاحترازية التي تقينا الشرور وتبحرنا إلى شط السلامة لكنّ التساؤلات المريبة تستوطن الفكر والعقل وكلها تساؤلات محزنة وقلقة.
كيف يمكن أن نفسر أن العالم الذي أبدع في ميادين الاختراع والتطور التقني بجميع حقوله هو نفسه العالم الذي يقف اليوم على رجل واحدة معلناً خوفه من فايروس لا تراه العين؟!
كم من الدول وبحكم ما أفرزته الثورة العلمية قادرة على إفناء البشرية بالقنابل الذرية والصواريخ المجنحة العابرة للدول تسابق اليوم غيرها لإعلان حالة الطوارئ ويتسيد فيها عامل الخوف والترقب؟!
الإنسان وبدلاً من أن ينتج عوامل ومسببات سعادته وبقائه أوغل في إنتاج وسائل موته وفنائه . . . حتى أمريكا التي أيقظت العقل البشري في ميادين الإبداع العلمي يعلن رئيسها عجز نظامه الصحي عن المواجهة؟! تصوروا أن أمريكا تخاف من فايروس؟!
قد يكون كذلك والأرجح أنها تصنع الخوف وتنشره في العالم عبر هذا الفايروس كما صنعت قبله السارس والجمرة الخبيثة . . . أليست طاعون العالم . .؟!

إبراهيم شعبان

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار