القدس عاصمة فلسطين.. إعادة إحياء المدينة.. حراك معرفي بأدوات معمارية

العدد : 9553
الأربعاء : 18 آذار 2020

 

تتعرض مدينة القدس باستمرار للمخاطر والتشويه، وعلى وجه الخصوص تراثها الثقافي الإسلامي والمسيحي ونسيجها الإنساني والتنظيمي منذ احتلالها من قبل الكيان الغاصب ومن ثُمَّ اعتمادها من قِبلِه كعاصمةً للدولة العبرية الصهيونية.
هيئة المعماريين العرب في اتحاد المهندسين العرب واستكمالاً للدور المنوط بها في استنهاض قوى المعماريين العرب والأجانب من قارات العالم الخمس والمؤمنين بقضيتنا العادلة ودعماً لأهل القدس ومساعدتهم في الحفاظ على حقوقهم وتراثهم وحريتهم، بادرت الآن لتنظيم نشاط (القدس عاصمة فلسطين، إعادة إحياء المدينة بعد جلاء الاحتلال)، ويقسم هذا النشاط إلى مؤتمر علمي، ومسابقة أفكار تخطيطية ومعمارية لإعادة إحياء القدس بعد جلاء الاحتلال تسهم في إبقاء قضية القدس حيةً في الوجدان العربي والعالمي والضمير الإنساني، لتؤكد على أملنا وثقتنا بتحرير فلسطين وعاصمتها القدس (حاضنة الأقصى ومقدسات الديانات السماوية) والمحافظة على أصالتها رفضاً لجميع المشاريع الداعية للتهويد والصهينة.
سلاح معماري
أعلنت هيئة المعماريين العرب عن إطلاق مجموعة أنشطة تحت عنوان (القدس عاصمة فلسطين، لإعادة احياء المدينة بعد جلاء الاحتلال) لتأكيد هوية مدينة القدس ورفض القرار المتعجرف للرئيس الأميركي ترامب، في وقت اكتفى فيه البعض بالتنديد والاستنكار ببيانات والبعض الآخر بشتم أميركا وإسرائيل والبعض بالبكاء على الاطلال، لتأتي الهيئة المعمارية وتواجه قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية إلى القدس المحتلة وإعلانها عاصمة للكيان الصهيوني بسلاح معماري، ولتؤكد أنه وفي ظل الصراع الذي لطالما ربط بين السياسة والدين ومدينة القدس، لا يجوز لنا أن نسمح للانتهازيين بالسيطرة على تراث القدس الثقافي الذي هو ذاكرة ومصير شعب ودليلٌ على حقٍ في الأرض والحياة، وهو الأمر الذي يوجب علينا إفهام أولئك الذين يظنون أنّهم يملكون حكم العالم بقوتهم العسكرية والاقتصادية بأنّ القدس عاصمة فلسطين التاريخية، حيث تؤكد هيئة المعماريين العرب عبر مبادرتها أن ما يحصل اليوم حراك فعلي ذو أبعاد مستقبلية، يرتكز فيها حلمنا على الواقع والتاريخ والجغرافيا وذاكرة الماضي التي هي منحوتة بالحجارة وفي أوجه سكان فلسطين والقدس، كما يرتكز على مقاومة الاحتلال وصمود أهالي القدس والضفة والقطاع، فكل من ذهب الى القدس القديمة يقول إنه حتى بعد 50 سنة من الاحتلال و70 سنة من النكبة لا تزال القدس عربية، وسورية الصمود والتصدي والرائدة بالعمل العربي المشترك والحفاظ على الحقوق العربية دعمت هذا النشاط وذللك من خلال الدكتورة هلا أحمد أصلان عضو اللجنة التحضيرية لمسابقة القدس التي تحدثنا عن تفصيلاته بالقول:
5 محاور متنوعة
بدأ النشاط بمسابقة أفكار للوغو، التي أنجز ثاني محطاتها وعرض نتائج المسابقة المعمارية التخطيطية الفعل نحو مستقبل يعقدونه بعيداً ولن يكون ونراه قريباً في تاريخ 21-22 شباط 2020 التي استهدفت إحداث حراك معرفي حول قضية القدس، مع إتاحة الفرصة للمبدعين لتقديم أطروحاتهم حول كيفية إحياء القدس بعد جلاء الاحتلال الصهيوني عنها، حيث تم اقتراح خمسة محاور للمتسابقين شملت: (تراثية – ثقافية – محور مجتمعي اقتصادي – محور سياحي – محور خدمي . .)، مع العلم بأنّ افتتاح باب الاشتراك في المسابقة قد تمَّ في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا في 16 أيلول 2018 وستعرض نتائج المسابقة في الدورة 27 للاجتماع العام للاتحاد الدولي للمعماريين الذي سيعقد في شهر تموز 2020 في ريو دي جانيرو والذي سيحضره ما يقارب عشرة آلاف معماري من كل أنحاء العالم، وسيشكل هذا العرض مناسبة للتأكيد على أن القدس لا تزال صامدة بجوامعها وكنائسها وأحيائها وأسواقها ونسيجها الحضري، صامدة في وجه من يريد أن يستهدف اصولها وجذورها وتشويه ثقافتها وهويتها وأن هذا الصمود هو الذي يفتح ابواب المستقبل.
وأضافت الدكتورة أصلان أنه وبعد تحكيم المشاريع المُقدمة، فقد عُرضت عناوين المشاريع الثلاث الفائزة بغير ترتيب بحسب الأهمية، حمل المشروع الأول عنوان إعادة إعمار قرية (لفتا) المهجورة والذي يسعى للحفاظ على تراثها ويحرص على إعادة إحيائها، عبر التطرق إلى ثلاث مستويات هي المحلي والوطني والإقليمي وتناولت مقاربات هذ المشروع المتعددة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، فازت به المهندسة كفاح عمر سليمان وفريقها من فلسطين.
المشروع الثاني مدينة القدس الجديدة: يقوم هذا المشروع على نظرة تربط القدس بمنطقة عمرانية أوسع وتشمل المناطق المحاذية للبحر غرباً وضفاف البحر الميت شرقاً وفيها توسعة لمدينة القدس وتتأسس على علاقة الشرق بالغرب والشمال بالجنوب وتصور المؤهلات الجغرافية في المجالين الطبيعيين القاحل من جهة والأخضر والحيوي من جهة ثانية كما يظهر المشروع علاقة القدس العمرانية مع محيطها المباشر، كما يدمج المستوطنات غير الشرعية التي بناها الاحتلال ببنى عمرانية جديدة حفاظاً على وحدة المدينة، للمهندس طارق الكردي مع فريقه من فلسطين.
أما المشروع الثالث فكان بعنوان القدس – المستقبل: وهو يتميز بكونه عابراً للمفاهيم يشدد على أن القدس ليست فقط بمعانيها المادية والرمزية لا بل الأرضية والسماوية ويدور حول ثلاثة استراتيجيات الإعلامي والاستيعابي والمحافظة وهي مفصلة في 7 أبواب تأخذ القارئ والمشاهد من أحد اقدم أبواب القدس وهو باب الرحمة وتنتهي بالقدس الأخرى وهي القدس العليا القدس السماوية، وهذا المشروع للمهندس كريستيان غانم من لبنان، بالإضافة إلى ثلاث مشاريع أخرى استحقت التنويه: قلعة القدس⁄ مصر، المخطط التوجيهي للقدس⁄ الجزائر، القدس عاصمة الثقافة العربية إعادة إحياء الروابط المقدسية⁄ فلسطين.
الجزء الثالث والأخير من هذه الأنشطة والفعاليات يتضمن الإعداد لمؤتمر يعالج واقع مدينة القدس اليوم من كل النواحي التاريخية والمعمارية والتراثية، كما يعالج الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وظروف عيش أبنائها والتحديات التي يوجهونها وآليات صمودهم في وجه الاحتلال.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار