كلّ أحــــــــــــد مع همـــــــــوم النـــــــــاس … مــــــــــــــــــاذا نأكـــــــــــــــــــل؟

العدد: 9298

الأحد-24-2-2019

 

 

قد يخدعنا العنوان، فيعتقدّ أيّ منّا أنّنا ضعنا من كثرة الخيارات، وفي الحقيقة فإنّ العنوان الأدقّ هو: ماذا بإمكاننا أن نأكل؟
(.. أرخص من الفجل)، قول متوارث فقدَ صلاحيته، فـ (فجلة) قطرها 1 سم سعرها من 15-25 ليرة!
(.. المجدرة أكلة الدراويش)، مقولة أخرى تنسحب من تفاصيل حياتنا، لأن طبخة مجدرة لثلاثة أشخاص باتت تكلّف أكثر من ألف ليرة دون أن نفكّر بـ (توابعها) من مخلل وبصل ولبن!
(.. يا أخي هات كام بيضة ومشّي حالك)، إذا أكلتَ بيضاً، وبمعدّل بيض واحدة مع رغيف خبز وبلا بندورة كل وجبة فستخرج بـ (حسبة) تؤكد أن ميزانك الأسروي خاسر بامتياز.

ما الحلّ؟ وهل هناك من يفكّر بالحلول، وماذا بإمكان ربّ الأسرة أن يفعل ويتصرّف أمام نظرات أهل بيته الباحثة والفاحصة حيناً، والمشفقة أحياناً أخرى؟
لن نربط أو نجمع أو نضيف إلى (قدرتنا على الأكل) أي التزامات أو أعباء أخرى (فواتير كهرباء وماء وهاتف وأجور نقل وطبابة ودواء.. إلخ)، فالأكل بأبسط حالاته هو: خبز+ وجبة+ زيت+ غاز+ ملح+ سائل جلي… أتحدّى أي مخطِط اقتصادي أو يوافق بين دخل الموظف ولو كان من الفئة الأولى وبالحدّ الأعلى للرواتب (أي على أبواب التقاعد) ودون أي حسميات عليه وبين تأمين ما أشرنا إليه!
على ضوء هذه المقدمة، كيف نأكل وماذا نأكل، وهل ينتظرون منّا أن نتحوّل إلى متسوّلين أو إلى (نابشي قمامة)، كالقطط التي تموء دون أن تجد في بقايانا ما تقتات عليه!؟
بسم الله.. تفضّلوا على ما قسمَ اللهُ.. عذراً ولكن بتنا (أبخل من عليها) بلا إرادة، ولم نعد نجرؤ أن (نعزم أحداً على غداء أو عشاء) لا لبخلٍ فينا وإنما لضعف مادي لم نجد طريقة للخروج منه، ومنن لا يمتلك أرضاً تغطي بعض مؤونته يفتح فاهه للريح!
ألغينا وجبةً من قاموسنا الغذائي، فباعدنا بين الإفطار والغداء وأقنعنا الأولاد بأن النوم الخفيف أكثر صحة وفائدة، ومع هذا لم تحضر الحلول ولم يضف هذا الإجراء التعسّفي أي نتائج إيجابية..

قلنا لهم إن كثير الزيت مضرّ، وإن (الإفراط) في تناول الفواكه قد يؤدي إلى نتائج عكسية، باستثناء البرتقال (كونه رخيصاً) فهو مفيد وغنيّ بالفيتامينات ولكن على من؟
المتة والقهوة والشاي مضرّة بالصحة، ومضيعة للوقت وعنوان لـ (التنبلة)!
نعود إلى معادلتنا: خبز+ وجبة+ زيت+ غاز+ ملح+ سائل جلي، ونسأل عن (شاطر) يستطيع إدارة هذه المعادلة…

غانم محمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار