رقــم العــدد 9549
الخميـس 12 آذار 2020
في الصباح التقيت أترابي الذين تركتهم، الشامي وبدور وغريب، حكيت لهم عن اللاذقية والسينما وطرزان ابن الغابات، وعن فيلم ستيف ريفز والعوامات، والفلافل وحديقة البطرنة، وأن زهرة الريح أصغر من أصغر حيّ في المدينة . .
المدرسة كبيرة، عدد من الطوابق، وأساتذتها كثيرون، وفي المدرسة توجد باحة واسعة وملعب كرة طائرة، وكرة قدم . . .
الشوارع مضاءة ليلاً، السيارات كبيرة وصغيرة وكثيرة جداً، يفوق عددها عدد قطعان قريتنا من أبقار، وماعز، ودجاج، ونعاج وحمير، وبكل الألوان . . .
الشوارع سوداء معبدة بالإسفلت، لا توجد فيها حفر، وليست وعرة كدروب زهرة الريح . .
إنها تبرق كجلد الأفعى السوداء تحت أشعة الشمس، والبحر أزرق وكبير وواسع وبعيد والبواخر فيه ترسو كالجبال.
في اللاذقية شاطئ وصخور، وأمواج، ونوارس بيضاء، أكبر من حمام زهرة الريح . . . ياه . . . ما أكثر النساء والدكاكين، وباعة البوظة، في السينما شاشة كبيرة وما أن تطفأ الأضواء حتى تظهر على الشاشة جبال، وخيول، وأنهار وغابات ورجال يطلقون النار من مسدساتهمعلى بعضهم، وعلى العابرين، رجال يسقطون، رجال يهربون على ظهور خيولهم، ورجال يقبلون النساء علناً وبلا خجل، نساء شبه؟!
وتشخيص الأبصار وينتابنا خوف شديد . . إنها السينما . .
بديع صقور