الأسعــــــــــــــار تتحكم بمــــــــــاذا نأكل..وعلى قـــــــــــد بســــــــــاطنا نمدّ بطـــــــوننا
العدد: 9298
الأحد-24-2-2019
ماذا نأكل؟ سؤال يومي تطرحه كل أسرة على نفسها كسؤالٍ بديهيٍ كون الغذاء واحداً من متطلبات الحياة الهامة كمصدر طاقة لقيام كل فرد بعمله، الغذاء إذن مطلب ضروري وهام، وليس ترفاً وإن كانت قلة قليلة تترف به، لاستمرارية الحياة، وقد يكون من أبسط المطالب ولكنّه اليوم ازداد صعوبة لسبب نعرفه كلّنا، ارتفاع الأسعار الذي شمل كل شيء ومن دون استثناء على الإطلاق، ومن دون أن يتناسب هذا الارتفاع مع دخل الأسرة السورية.
فكيف يدّبر الناس أمور طعامهم وماذا يأكلون؟ فيما يأتي عيّنة صغيرة أجابت على سؤالنا فماذا قالوا؟
* أبو عادل موظف: بات الغذاء مشكلة كبيرة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وذلك بسبب غلاء أسعار كل شيء بلا استثناء، فنحن مثلاً عائلة كبيرة مكّونة من 7 أشخاص من أب وأم وخمسة أولاد، اللحوم على أنواعها والفاكهة والأجبان نسيناها، نأكل بتقتير مع أن هناك 4 معاشات بالبيت ولكن غلاء كل شيء كما ذكرت يجعل طعامنا يصب في اتجاه معيّن، على الموجودات الأساسية والدائمة في البيت، فنأكل المجدّرة والبقوليات كالحمص والفول والفاصولياء اليابسة كما نعتمد على الخضراوات الرخيصة كالسلق والزهرة، ونادراً ما نأكل أكلاً جاهزاً فسعر سندويشة الهمبرغر الوسطي 800 ليرة وسندويشة الشاورما 450 ليرة ونحن 7 أشخاص لذلك توجُهنا هو للطبخات المنزلية فقط لأن الجاهز لا يُشبع بطوننا ولا يتناسب مع جيوبنا.
* أم يعرب معلّمة ابتدائي: حالنا كحال أغلب الأسر السورية التي يشكل وجبات الطعام هاجساً يصعب تأمينه بين مطرقة الارتفاع الجنوبي لأسعار السلع الغذائية وسندان أسعار الوجبات الباهظ الثمن والذي تجاوز الحدّ المعقول في الفترة الأخيرة خاصة، والسؤال هنا لماذا يتم ربط سعر باقة البقدونس على سبيل المثال بارتفاع الدولار؟ وعند انخفاض سعر هذا الأخير نسأل الباعة لماذا لم تنخفض أسعار السلع؟
فتتم الإجابة بالعامية، (شو دخل الخضرا بالدولار؟)، بالحقيقة غذاؤنا يعتمد على اقتناء أرخص الموجود، فسعر كيلو الباذنجان 800 ليرة والفاصولياء (العيشة) الخضراء لم تنزل عن 700 ليرة والبندورة اليوم بين 400 إلى 500 ليرة، هذه التي كنا نعتقدها فواكه الأرض الشعبية والخسة بـ 200 ليرة وجرزة الفجل بـ 200 ليرة، نتعايش في غذائنا مع الأسعار فالغالي لا نشتريه وننتظر لكي تنزل الأسعار وتكون رخيصة لنشتري.
وهناك أكلات أو فواكه لا يمكن أن نأكلها أبداً مهما رخصت كالسمك مثلاً لم يدخل لبطوننا منذ أكثر من 10 سنوات والفواكه كالكرز والمشمش والدراق والفريز نسينا طعمته.
نعتمد في غذائنا على طبخات غير مكلفة كالمسيلوقات، وأكلات البرغل والمقالي كالزهرة والبطاطا وأحياناً نصنع الفلافل منزلياً لأن شراء السندويشات مكلف أيضاً فسعر السندويشة 200 ليرة، باختصار (مدبرين حالنا والله بعين).
أبو محمود- عامل حرّ: الغذاء بالنسبة لي كمعيل للعائلة همّ الهموم حتى قبل غلاء الأسعار وحتى قبل الحرب، لطالما كان الغذاء همّاً عندي، شهور تمر لا نأكل لا لحماً على أنواعه ولا حتى جبناً على الفطور، اعتمادنا أكثر الأحيان على المعلبات وليس كل المعلبات، الرخيص منها كالفول والسردين، لأنه حتى علبة (الطون) لا يمكن شراؤها، سفرتنا تحوي تشكيلة منوعة من المعلبات الأرخص ثمناً.
وأحياناً لا إمكانية لشراء المعلبات الرخيصة فنلجأ إلى علبة مسبحة أو (جاط فتة)، وأحياناً سندويش بطاطا منزلي نضع فوقه بعض الخضار، حتى (مسقعة الباذنجان) لم يعد بإمكاننا طبخها فكيلو الباذنجان الكبير بـ 600ليرة وباذنجان المحشي بـ 850 ليرة، وطعامنا حسب الفصول فعندما يكون الفول الأخضر متوفراً يكون عماداً لكثير من أكلاتنا أو عندما يكون الملفوف رخيصاً أيضاً نبتكر به أكلات كثيرة وغير مكلفة وهذا هو حالنا لكن يبدو حتى الفول الأخضر سننسى طعمه لأنه بـ 500 ليرة والبصل الأخضر وصل سعره لـ 1000ليرة.
أبو عادل- خيّاط: للأسف وصلنا اليوم إلى وضع أصبح الطعام فيه عبئاً كبيراً حتى أصحاب الوضع المادي المقبول أو الجيد، فكيف هو الحال مع أصحاب الدخل المحدود؟
أم حسين- ربة منزل: الغذاء مشكلة مقدور عليها وخاصة عندما تكون سيدة المنزل قديرة، بإمكانها عندها اختيار أرخص العناصر لصنع غذاء صحي وشهي مثلاً أنا بقليل من اللحم المفروم أصنع محشي ورق عنب، أو ملفوف أو سلق، ونعتمد كعائلة في غذائنا على مؤونة الشتاء من ملوخية يابسة، بازلاء وفول مفرزين، بامياء يابسة، فاصولياء يابسة ليجد جميع أفراد أسرتي متعة كبيرة في الطعام، شعارنا لا لأكل السوق لأنه مكلف وغير صحي، لا أرى الغذاء مشكلة بل لدينا مشاكل أكبر وأهم.
* أم أكرم- موظفة: غلاء مواد الطبخ صار عاملاً مقلقاً عند أغلب الناس ونحن منهم بالنسبة لأسرتي المؤلفة من 4 أشخاص نفضل أكل البيت ونعتمد في أكلنا على اختراع أكلات صحيّة وغير مكلفة ونرشد في استهلاك اللحم، فكيلو اللحمة مثلاً نستخدمه لأربع مرات لصنع يخنات مع أرز، أو قد نصنع فطائر منزلية في البيت أفضل من شراء الفطائر من السوق والتي أرخصها بـ 150 ليرة.
* أبو حنّا – عمل حر: أرى أن الأكل الجاهز أرخص بكثير من طبخ البيت ويوفر على سيدة البيت عبء التنظيف والتحضير والجلي، نحن كعائلة صغيرة نفضّل الأكل الجاهز ولكن نختاره صحياً فلا نشتري الهمبرغر أو الشاورما بل مشاوي لحومات أو صفيحة (لحم بعجين) ولكن ليس دائماً حسب الوفرة المادية، وباقي الأيام نلجأ إلى تدبير طبخات نحبّها كالبرغل والمحاشي أو المجدرة والبرغل بحمص إلخ.. من طبخات لذيذة وغير مكلفة.
* أبو سعيد- محل سمانة: عائلتنا تطبق مثل (نأكل لنعيش)، لا نعيش لنأكل، فكل ما يكون بإمكاننا طبخه أو شراؤه فهو نعمة، في الطبخ بركة لا شك ولكن أحياناً نشتهي الأكل الجاهز كالبروستد مثلاً في الحقيقة الطبخ مكلف والجاهز مكلف، ونحن (على قد بساطك مدّ رجليك)، فإذا كان بالإمكان أن نشتري أكلاً جاهزاً فليكن وإذا لم يكن فأرد ما يكون لطبخات البرغل والأرز والفطائر والمقالي أو حتى حواضر البيت من زيتون ومكدوس وقريشة وبطاطا مسلوقة.
* أم جعفر – ربة منزل: ماذا نأكل كل يوم؟ هو همّ الهموم في هذا الغلاء الكاوي فكل شيء غالٍ، الخضار واللحومات والفاكهة ولا رقابة للأسف ولا على سعر أي منهم، وطعامنا حسب مقدرتنا المادية فإذا كان الحال وفيراً نطبخ أطيب الطبخات وبلحم وفير كالملوخية والشاكرية والكبة وإذا لم يكن وفيراً فالبرغل ببندورة والمجدرة وكل الأكلات التي من رتبتها تحضر على مائدتنا والتي أساسها الرز والبرغل والبطاطا والمعكرونة.
مهى الشريقي