العدد: 9548
الأربعاء: 11 آذار 2020
عندما تعود إلى بيتك، وتخلع (ربطة عنقك)، هل تتذكّر كيف تصرفت وأنت تجلس مثل (طاووس) خلف مكتبك؟
ماذا لو ألقيتَ السلام على جارك ولم يردّ لك التحيّة بمثلها، ثم ألم تكن ذات يوم بلا (ربطة عنق أو كرسي هزّاز)، ألم تتضايق من تعامل جاف قابلك به مدير ما، إذاً لماذا تكرر المشهد؟
لا نعمم، ولكن ما إن يصبح أحدنا في موقع المسؤولية (مهما كان حجم هذه المسؤولية)، حتى يتحوّل إلى شخص فظّ، غليظ اللسان، متعالٍ على الناس، وهو الموجود أصلاً من أجل خدمة الناس، وتحمّل تناقضاتهم، والعمل بكل ما أعطاه القانون من صلاحيات لتسهيل أمورهم، وإرشادهم لـ (تمشية أمورهم)، وهذا هو الدور الذي (يكبّر) المسؤول في موقعه، لا (العنتريات) الزائفة والمرفوضة، والتي يشوّه من خلالها صورة مؤسسات الدولة في أذهان الناس.
نقدّر حجم الضغوط التي يعمل تحتها أي مدير، ونقدّر أنّه لا يستطيع استقبال كلّ المراجعين، وليس مطلوباً منه أن يبتسم طول الوقت، ونعلم أيضاً أنّه يُطلب إلى اجتماعات طارئة أو يضطر للمشاركة في جولة لم تكن على جدول الأعمال، لكن عندما تكون الإدارة (جماعية)، ويعرف كلّ موظف في هذه المديرية أو تلك المؤسسة دوره، ويُمنح الصلاحيات الكافية لن يكون هناك أي انقطاع بين المواطن والمديرية، لكن غالباً ما يكون الجواب لنا أو لأي مواطن: (المدير ليس هنا، لستُ مخولاً بقول أي شيء، لا أحد يحلّ مكان المدير، راجعنا غداً .. إلخ).
هذه التفاصيل مزعجة جداً، ولا تنسجم مع أي تطوير إداري منشود، وستؤدي في جملة ما تؤدي إليه إلى تراجع ثقة المواطن بهذه المؤسسات على أهمية الدور المناط بها في خدمة هذا المواطن.
Ghanem68m@gmail.com