العدد : 9548
الأربعاء 11 آذار 2020
على وقع الكلمة المقاومة المقاتلة التي تصب في القلب، وتهز الوجدان والروح، أقام ملتقى القرداحة الثقافي بإدارة الأديب والشاعر عمار مرهج، حفل توقيع ديوان (غرّة المجد) للشاعرة والأديبة أُسينة فخري خيربك المعروفة باسم (سارة)، في دار الأسد للثقافة باللاذقية، بحضور لفيف كبير، رسمي وشعبي، حيث كان العبق الوطني حاضراً في كل الأنفاس التي رددت معاً كلمات الوفاء والانتماء، وعزفت لحن الكرامة والعزة والصمود.
وقدم السيدان حيدر نعيسة ونعمان حميشة قراءتين نقديتين قيّمتين للديوان، نقتطف من قراءة السيد نعمان بعض السطور: شاعرة وطنية حتى الصميم، مقاومة حتى اللبّ والعظم، شعرها جغرافية أدبية بعيدة عن الأدب المكروه، بركان من العاطفة يمور في كل الاتجاهات، وما دواوينها إلا أحلام رائعة تنافح لتحقيقها . .
(غرّة المجد) ديوان جامح بالعاطفة الوطنية، أشعار لم تشهدها العمارة الشعرية النسوية، تدخل بسهولة إلى القلب ولا تخرج منه، يتمازج فيه واقع الشاعرة النفسي والفكري والعاطفي بالقضايا الوطنية فتطلق أشعاراً من نبض الوجدان تفوح منها أزاهير الوطن والمواطنة والانحياز بخيار التمسك بالأرض والصمود والمقاومة والشهادة في سبيلها . . الوطن أغلى من الدم والروح والمال، هو الأغنية العذبة التي ترددها المهج والشفاه، سورية الوطن الذي أحبته الشاعرة ولا تطيق فراقه في السراء والضراء لأنها لا تملك إلاه أهلاً وداراً وحباً سكن قلبها وروحها وشِعرها، فتصدح حنجرتها وتلهب بحماسها كل من لا ينام على ضيم . . ومن قصيدة (أيها الصقر) التي تبارك فيها الإنسان المقاوم المؤمن بالشهادة طريقاً للحياة، نقتطف الآتي:
أنــــــــت قتّــــــــــــــال الأعادي
أنــــت عنــــــــوان المكارم
لا تلين ولا تهون
أنت آيات الملاحم
أنــــــت يـــــــوم الروع صقـــــــــر
يتفــــــــــــاداه المهاجــــــم
ومن قصيدة (غرّة المجد) التي حمل الديوان عنوانها، نقتطف الأبيات الآتية:
فوارس الشام فوق الشمس غرّتهم
جيش البطولة في ساح الوغى قدَرُ
أُسُـــــــدٌ أبـــــاة ليــــــوثٌ في عرينهــم
فكيـــــف حـــين نناديهــــم فينهمروا
إذا تنخّــــــوا هـــزوا الأرض زلزلـــــةً
جنـــدٌ كُماةٌ بعهد الأرض ما كفروا
يذكر أن الشاعرة أسينة خير بك تحمل إجازة في اللغة العربية وشهادة ماجستير في النقد الأدبي من جامعة تشرين.. أحبت الأدب بكل معانيه وكان جلّ اهتمامها في شعر الوطن والمجتمع.
ريم جبيلي