بين الشـط والجبل….كوني موطن عيني

العدد : 9548
الأربعاء 11 آذار 2020

 

في حضرتك، والكلام لا الهتاف أو التصفيق، لا النشيد أو النشيج، بقادرين على تقييد حرفي أو أبجديتي فيك.
كل الأصوات تغدو كعلامات موسيقية ترقى، تسمو، تتعالى تصرخ تارة، ولا تهدأ تارة، تأخذنا، بل تحملنا كنورسين في مهب مدى بحر الروح حيث لا شط يقينا ارتحال العاصفة إلينا، لينثرنا كقوادم وخواف طائر يتعلم الطيران للتو على يدي الريح، نلم بعضنا، نلتحم بنا أكثر ونعلن للريح أننا على قدر التحدي..
***
هو سيد الموقف، أمير الحضور، فتى التجلى يشهر سيفه في وجه الكلام، يخرسنا، يحتلنا، يجتاحنا، نسلمه مفتاح اللغة التي تقال، يستطيل، يخطو بنا إلى هاوية وواد من الخوف سحيق، يرفع إصبعه الثانية أمام وجوهنا، وخوفنا، نفتح له بوار حياتنا، يا للأسى، إنه الصمت يقتات على عشبة أرواحنا.
***
حين أستعيد وعيي، أستعيدك إدراكاً ، ترحلين إلي بعد مني، وأسألني، أسألك: كيف تمرين بخاطري ولا تمطر لدي القصيدة؟ أو تهبين كنسمة ولا يحل الربيع في قوارير الزهر؟ كيف تمرين بخاطري ولا ألتقيك بحلم، حتى ولو عبرتني سريعاً كغيمة شتوية خائفة من سوط الريح العاتية يجلدها آلاف الجلدات ولا أحس بك.
أيتها المارة جنب جهة الصدر اليسرى، أسألك التوقف، وحط الرحال في مسكن لا يليق لغيرك، ولا يستحقه سواك، أسألك أن تكوني عشق اللحظة، سيدة الوقت، شمس النهارات، قمر المساءات، لحون السهر، رقص السمر، روح قصيدتي، موطن عيني وأحلى الأغنيات.

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار