كلمـــــة الواحـــــة

العدد : 9548
الأربعاء 11 آذار 2020

 

تُبنى الحياة الاجتماعية من خلال مجموعة من المواقف والآراء التي نتبناها ونتمثلها في سلوكنا العام وفي أخلاقنا وردات أفعالنا إزاء ما نواجهه في حياتنا اليومية، فقد نصادف مجموعة من الأشخاص لهم سماتهم المميزة وهي سمات تختلف باختلاف الشخص أو البيئة أو المكانة الاجتماعية، لكن ما نظهره من سلوك تجاه كل حالة من هؤلاء هو ما يخصنا بالفعل، فنحن مسؤولون عن أفعالنا وأعمالنا وليس عما يبديه الشخص الآخر من تصرفات أمامنا، وكلما كان تصرفنا سليماً وصحيحاً، كلما كانت منظومتنا الأخلاقية في مكانة عالية نستحق أن نتلقى عليها الثناء والشكر، وهكذا أعزائي الأطفال، أصدقاء واحة الطفولة، نبني تدريجياً المجموعة التراكمية لخبراتنا ومهاراتنا الحياتية وكذلك لمنظومتنا القيمية والأخلاقية التي نتسلح بها في مواجهة مواقف الحياة المختلفة، والأساس السليم يبدأ من التفاعل الصحيح مع المواقف الاجتماعية كافة وينتهي بالنتيجة الجيدة في المواقف التي تعيشونها، لذلك لابد من مقومات تكون أساساً راسخاً لهذه العلاقة التفاعلية مع الآخرين أهمها الدعم والمساعدة المعنوية والفعلية والكلمة المخلصة والحوار القائم على الاحترام، وكل ذلك يشكل سبيلاً يمكننا من خلاله أن نتعامل بصدق مع محيطنا الاجتماعي ومع من نصادقهم في حياتنا اليومية، وبذلك نمثل النواة السليمة للمجتمع الذي نعيش فيه ابتداء من الذات وصولاً إلى الحلقة الأكبر كالمدرسة والنادي وغيرها من أماكن التواصل الاجتماعي، فكيف لنا، على سبيل المثال، أن نمثل الصديق الحقيقي في المعاني السامية التي تمتلكها هذه الكلمة من معنى ونحن نعتمد أسلوباً خاطئاً في بناء الأسس والركائز لهذه الصداقة؟ هل يمكن لصداقتنا أن تستمر ونحن نعتمد أسلوب السخرية من أصدقائنا أو الاستهزاء بهم أو مجاملتهم وعدم الصراحة معهم، كلها أمور تجعل صداقاتنا تنحرف عن مسارها ومدارها، ومن هنا تأتي أهمية الأساس السليم في بناء علاقاتنا الاجتماعية لنضعها في إطارها الصحيح الذي يحفظها بطريقة سليمة ويجعلها تتابع سيرها في مداها الأخلاقي الرحب..

فدوى مقوص

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار