مها يازجي.. وتجربتها مع النحت

العدد : 9547
الثلاثاء 10 آذار 2020

 

يُعَد فن النحت وثيقة تاريخية لرحلة الإنسان عبر العصور، وهو أحد فروع الفنون التشكيلية، إذ إنه يعتمد على تكوين أشكال مجسمة ثلاثية الأبعاد، وذلك من خلال استخدام بعض المواد كالصخور والمعادن والخشب والشمع والجبس . . .، وهذه المجسمات تكون لإنسان أو لحيوان أو لأشكال تجريدية، وهناك الكثير من النحاتين الذين عبَّروا عن تعلقهم بهذا الفن، لكونه يحاكي ربما تأملاتهم وأحاسيسهم بصورة عميقة، وسوف نتوقف هنا مع الفنانة التشكيلية ابنة اللاذقية، السيدة مها يازجي، لنستمع إليها وهي تحدثنا عن تجربتها ضمن هذا المجال، إذ تقول: منذ الصغر أحببتُ الفنون، وبخاصة الرسم، ونتيجة لبعض الظروف لم أستطع الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، ولكنني تابعتُ الرسم بأقلام الفحم على الكانسون، وبعد سنوات درستُ المعهد الهندسي لتوافقه مع مادة الرسم، وعندما تفرغتُ في الحياة وكبر الأولاد، انتسبتُ إلى معهد الفنون التطبيقية، وكانت فرصة جميلة لي، فقد تمكنتُ من المتابعة في المداومة في هذا المعهد إذ درستُ فن الخزف والنحت على الطين لمدة لا تقل عن أربع سنوات، وانتقلتُ إلى النحت على مواد صلبة كالحجر والخشب، إلا أنني وجدتُ نفسي أكثر انجذاباً إلى ما يتصل بالأعمال الخشبية ربما لأن هذا الأمر شكّل تلبية لحاجتي إلى الفن.

ثم أضافت قائلة: اشتركتُ في معارض كثيرة تابعة للمعهد، وفي معارض بصالة نقابة الفنون الجميلة، وفي دار الأسد للثقافة، ويوجد لي أعمال محفوظة بمديرية السياحة، ولدي مجموعة من الأعمال الخزفية والخشبية، أما فيما يتصل بأمنيتي فهي أن أتمكن من إقامة معرضي الخاص، وهذا طموح أسعى إليه، وأنا على ثقة بأنني أستطيع أن أستمر ما دمتُ أمتلك الشغف الفني والطموح.
ثم تابعت قائلة: في البداية لم ألقَ الدعم من أي أحد، لأن الثقافة الفنية لم تكن دارجة في ذلك الوقت، وهذا ما جعلني أنتظر طويلاً حتى وجدتُ الفرصة المناسبة، وعلى هذا الأساس بقيتُ كل هذه السنوات متابعة في المعهد، فهو الملاذ الفني الذي أحبه، ولكن حالياً أولادي لهم التأثير الجميل في متابعتي لكونهم يحملون صفات الفن، إنني أحاول الاطلاع كثيراً على أعمال فنانين من كل العالم، وأعتمد على نفسي في تحصيل ما أمكن من الثقافة الفنية، وذلك من خلال متابعة المعارض والقراءات عن الفنون المختلفة، أحب أن أعمل وفق نمط خاص بي، إذ حاولتُ في أعمالي الأخيرة أن أضع لها بصمة خاصة، وهي نحت الفكرة خارجاً، وتركها مبهمة من داخلها فنحت الرداء الخارجي دون الوجه يجعل المتلقي قادراً على تخيُّل الشخصية المنحوتة كما يشعر بها، إنني لا أريد أن أتبع نمطاً معيّناً وأظل أكرره، أعمل على أفكار مختلفة لأنني مقتنعة بأن الفنّ متنوع.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار