بين الشـط والجبل.. نيازك الأسئلة

العدد : 9547
الثلاثاء 10 آذار 2020

 

كل صباح، نمشط حقول الذاكرة ونزرعها بالأسئلة، لا يهمنا إن كنا سنحصد شيئاً ثميناً، سنبلة واحدة تكفي لتشعل حصاد السنين وتوقظ رائحة الحنطة المخبأة في جيوب الزمن!
لا يهمنا من يشاركنا هذه الطقوس الغريبة ما دمنا في صحراء الربع الخالي من العمر، نفرح لقطرة غيث عابرة، ووردة تنبت من شفاه الكلمة الجميلة، نفرح بالقليل ونعود أطفالاً وكأننا لم نكبر يوماً!
كل صباح، نحتسي قهوة الصمت، نرثي أحلاماً تهاوت كما نيازك الليل لكن وهجها لايزال عالقاً في حنايا الذاكرة . .
نبتسم لتفاحة من عقيق مرت في شوارع القلب، هي كلمة صادقة من صديق أو عزيز لم تغيره الأيام، وموقف نبيل من شخص لازلنا نشعر بوجوده أن الدنيا لاتزال بخير رغم كل هذا الخراب!
فوق تلك الشرفة المتاحة لنا من هذا العالم نحصي عدد الورود التي ماتت في القلب، والنجوم التي انطفأ بريقها، نتساءل بحيرة: كيف نودع بذور أملنا الصغيرة في أصيص الدهشة من جديد!
كيف نغني بحناجرنا المتعبة لعناقيد العنب وقد أضعنا صيفنا وشمسنا في البحث عن أوكسير السعادة!
يقال: (بين أن تتكلم وأن تكتب هو الفرق ذاته بين المشي والرقص . . في المشي أنت تستخدم أدوات موجودة، بينما في الرقص يتحتّم عليك ابتكارها.
كم يشبهنا هذا القول ونحن نكتب أحلامنا وآلامنا.. كم تمثلنا تلك الكلمات وهي تتحول تارة إلى وجع بربري قديم، وتارة أخرى إلى وردة فوق شعر صبية حالمة!
كم تخوننا الأسئلة حين لا تعبر عما يعترينا ولا توقد فينا شعلة أمل، أو تضيف لأرواحنا قيمة جمال زائدة!

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار