العـــــدد 9546
الإثنــــين 9 آذار 2020
تستمر عمليات الترشح لدخول انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث على أن تُنجز هذه الانتخابات في الثالث عشر من نيسان القادم، ويتطلع الكثيرون إلى هذه الانتخابات باعتبارها الأهم على الإطلاق لأنها ستقود مرحلة دقيقة من تاريخ بلدنا، مرحلة الانتصار وإعادة الإعمار، ويأمل المواطنون أن تكون هذه الانتخابات مختلفة عما سبقها شكلاً ومضموناً.
الشهداء (أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر) هم أعظم من أن يتم استغلال تأثيرهم على أصوات الناخبين، وأكبر من أن يتسابق (المتملقون) إلى منازل ذويهم، أو أن يضمّنوا برامجهم أو لوحاتهم الإعلانية ذكر من كتب بالدم نصر سورية.
تمجيد الشهداء ورعاية ذويهم وكل ما يخصهم واجب وطني مقدس لا يمسه أي سوء أكثر من استغلاله لمنافع شخصية، لهذا نتمنى أن يصدر عن اللجنة الدستورية العليا قرار بمنع استخدام مثل هذه الشعارات في الحملات الانتخابية والمتهمة أصلاً بالكثير من الادعاء وربما أكثر من ذلك . . .
لم تعد تنطلي على المواطن السوري مثل هذه (الحركات)، وربما ذهب في مرات سابقة إلى عدم التشجع على الإدلاء بصوته الانتخابي والتنازل عن هذا الحق الدستوري والواجب الوطني لأن معظم المرشحين من وجهة نظره غير قادرين على تمثيله بشكل صحيح، لكن ما نأمله في هذه الدورة الانتخابية هو أن يستعيد الصوت الانتخابي كل قوته، وأن يكون فقط لمن يستحقه، ولمن يمتلك المفيد لنا ولبلدنا في القادمات، لا أن يكون وسيلة لوصول بعض المستنفذين إلى مجلس الشعب، ليديروا ظهورهم لاحقاً لمن منحهم ثقته وأعطاهم صوته.
إن ممارسة حقنا الانتخابي بكل مسؤولية وأمانة هو حملٌ للسلاح بوجه الفاسدين ومنعهم من الوصول إلى حيث تُتخذ القرارات وتسن التشريعات، وإن لم نمارس هذا الحق بكل وطنية فسيعرف هؤلاء الفاسدون (أو بعضهم) كيف يحلون مكان الذين يُفترض أنهم قادرون على تمثيلنا لكن ربما لا يمتلكون المال الكافي لإغراق الشوارع بصورهم أو ربما للدفع مقابل الحصول على الأصوات، وهنا يأتي دورنا كغيورين على المصلحة العامة بإحداث الفارق في الصناديق الانتخابية . . .
وبعيداً عن التفاصيل السابقة فإن مجرد إنجاز هذه الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وبإقبال جيد عليها يشير إلى حالة الوعي التي تميزنا، وتدعم انتصارات جيشنا البطل لأنها من ثمرات هذا النصر الموشى ببطولات جيشنا العقائدي، لذلك يجب أن نمارس هذا الحق دون إبطاء أو تردد، ولتكن مشاركتنا الكثيفة في الانتخابات القادمة رسالة واضحة المعالم لكل من بدأ التشويش والتشكيك بكل ما تفعله وتنجزه لسورية ومن ذلك الانتخابات القادمة لمجلس الشعب.
غانــــــم محمــــــد