وقـال البحــــــر.. ما قالته أم سورية لأم تركية

العدد : 9545
الأحد 8 آذار 2020

 

كنت سأكتب عن ثورة آذار، مع هذه الثورة استيقظ وعيي السياسي والثقافي والاجتماعي، وعرفت أن الوطن باقة من أزهار النرجس وورود الجوري، ونبضاً من الفرح، وحزمة من ضياء الشمس تصير مشعلاً يضيء الوطن الواسع، لكنني توقفت عند رسالة أم سورية لأم تركية تبكي ولدها الجندي في الجيش التركي الذي قتل في الهجوم التركي على بلدة سراقب في التاسع والعشرين من شهر شباط لعام 2020.
تقول الأم السورية في رسالتها: (أحزنني بكاؤك على ولدك، أنت أم، وأنا أم ذاقت مرارة الفقد على ولدها، لم تجربي البكاء على ولد قتل في الحرب قبل الآن، أنا ذقته وعرفته قبل سبع سنوات على ولد آخر استشهد في حلب بنيران الإرهابيين، وعرفت على مدى تسع سنوات مرت ألم فقدان أقرباء وأبناء أصدقاء وجيران، في قريتنا وحدها ارتقى أكثر من مائة وعشرين شهيداً، في حرب شنها الإرهاب وبدعم قيادتكم، وثمة كثيرون جرحى، منهم من فقد عينيه، أو رجليه أو ذراعيه.
لا شيء أقسى وأشد إيلاماً من الألم الذي تعيشه الأم على فقدان ولدها في الحرب أو في غير الحرب، يقولون إن الولد قطعة من الكبد، وإن القلب رآه قبل أن تراه العين، أحزنني بكاؤك على ولدك، وأحزنتني ملامح وجهك وأنت ترقبين اللحظات التي يوارى فيها ولدك في الثرى.
سمعت القائد العسكري التركي يقول لك (ولدك شهيد الوطن)، كيف يفهم هذا القائد التركي الذي أخذ ولدك إلى الحرب للقتال على أرض ليست تركية، ولقتال جنود ليسوا في مواجهة الجيش التركي؟
هل إدلب أرض تركية؟ أردوغان يا سيدتي هو من قتل ولدك عندما أجبر ولدك على الذهاب إلى حرب ليس تركية، وللقتال على أرض ليست تركية، وفي مواجهة شعب ليس عدواً، ولقتال جيش كل ما يفعله أنه يقاتل الإرهاب والغزاة من أجل حماية أرضه ووطنه وشعبه، أليس القتال في سبيل الأوطان شهادة؟
ما حدث أن ولدك قتل بجنون وعدوانية وعنصرية وحقد رئيسكم الإخواني الذي يقود الجيش التركي والشعب التركي إلى حرب الجيش السوري والشعب السوري لتحقيق حلم عثماني قديم، وف خدمة مشروع صهيوني أمريكي.
أردوغان يقود تركيا لقتال أشقاء لكم، لقتال جيش لم يذهب لقتالكم، يا سيدتي من قتل ولدي، ومن قتل ولدك، هو واحد، أردوغان الذي فرض علينا وعليكم الحرب.

سليم عبود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار