جيل الشباب وثقـــافة الحـــوار

العدد 9543
الأربعاء 4 آذار 2020

 

إن ثقافة الحوار تمتلك درجة عالية من الأهمية، ونحن نعاني من تراجعها في مجتمعنا، وبخاصة لدى جيل الشباب، وحول هذا الموضوع ارتأينا أن نتوجه إلى مجموعة من الشبان والشابات، لنعرف آراءهم ضمن هذا المجال:

* المهندس صلاح يقول: هناك الكثير من الأمور التي تعمل على هدم لغة الحوار، والتمسُّك بالرأي الشخصي، والتفكير السطحي الخالي من الوعي والتعمُّق، إن لغة الحوار هي التعامل الحسن مع الآخرين، وهي ترتبط بالصوت الجميل الهادئ، والتأنُّق في اختيار الألفاظ والعبارات، وحسن الاستماع إلى الطرف المقابل، لغة الحوار تبدأ من البيت، من الأم، من تعامل الزوج مع زوجته، وتعامل الزوجة مع زوجها، وتعامل الأم مع أطفالها، ومن تعامل المعلمة مع تلاميذها أو طلابها.
* الطبيبة هيام تقول: إن ثقافة الحوار تعني عدم الانفعال، والابتعاد عن الغضب، فأنا حين أستمع إلى شخص غاضب يكون من واجبي من أجل دعم ثقافة الحوار أن أستمع له، وأصحّح طريقة حواره، بأسلوب جميل مهذب بعيد عن التهجُّم ورفع الصوت، إن لكل منّا بيئته وفكره وثقافته، وأهم ما في الأمر أن نبتعد عن فرض أفكارنا على سوانا.
* الفنانة التشكيلية فيحاء تقول: ينبغي على الشبان والشابات أن تكون لديهم ثقافة حوارية وقدرة على تقبُّل الآخر واستيعاب وجهات نظره، لكن المشكلة تكمن في هؤلاء الذين لم يعتادوا على الخوض في هذا الأمر منذ انفتاحهم على الحياة، فهنا نتساءل: لماذا لا تقام دورات تدريبية تمكّن الجيل الصاعد من إتقان لغة الحوار بكل ما تنطوي عليه من أصول وآداب وقواعد؟
* المحامي جميل يقول: إن لغة الحوار تبدأ منذ الصغر، إذ ينبغي أن نشجع الطفل على القراءة، والاستماع واحترام الآخرين، وكيفية اكتساب العادات الاجتماعية الجميلة، إنني أقيّم الشخص من خلال طريقة حواره التي تقوم على التأني والاتزان، والفكر الناضج الواعي، فمشكلتنا اليوم مع الشباب الذين يكون لدى أغلبهم تسرُّع في إطلاق الأحكام، واتخاذ القرارات بطريقة عشوائية، وعدم الاهتمام بالإصغاء إلى سواهم، إن أساس تفكك الأسر يعود إلى افتقاد لغة الحوار فيما بينهم، إنه من الضروري أن نبتعد في حواراتنا عن الجدل، وفرض آرائنا على الآخرين، وعن التمسُّك بأفكارنا، كما ينبغي إتاحة الفرصة للطرف المقابل بعرض فكرته دون مقاطعة، ودون سخرية أو احتجاج.
* المهندسة رهام تقول: إن ثقافة الفرد تتأتى من التنشئة البيتية والقراءة، وعلى كل شخص أن يجمع ما بين التقليد والحداثة، دون أن يكتفي بثقافة التكنولوجيا، ولغة الفيسبوك، أو السوشيال ميديا، فنحن جميعاً بحاجة إلى التنشئة الصحيحة قبل أي أمر، ثم القراءة، ثم الدورات الفعالة في مجال التنمية البشرية.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار