الوحدة: 16-9-2024
من خلال شريط سريع وجردة حسابية على واقع الموسم السياحي الصيفي، نجد أن تطوراً مقبولاً شهدته محافظة اللاذقية، بعدما اكتوت لأكثر من عقد من الزمن بنار الهجران والانكماش القسري.. بغضّ النظر عن الأعداد المقبولة التي أمت المحافظة بحسب تصريحات أصحاب الشأن،فقد كان هناك جملة جديدة من الخدمات السياحية العامّة والخاصّة التي قُدمت للضيوف، الذين وجدوا عندنا ما لذّ وطاب من كرم الضيافة والأصول في الاستقبال والتعامل، فهذا الصيف فتح طريقاً واسعاً للقادمات، معبداً بالكثير من الطموح المشروع لإعادة السياحة واستقطاب الوفود من مختلف الدول، فكان هذا العام مزيناً بباقة من عرب الخليج ولبنان، لوّن وجودهم سواح العراق الشقيق الذين اشتاقوا لطرفهم الآخر بعد سُبات فرضته الظروف، سبق ذلك كله مرور من النوع الإنساني، عبر أهل الإمارات، إبان انتشارهم في ربوع البلاد، واكتشافهم بأم العين الكنوز السياحية الحقيقية لشعب مضياف وطبيعة بكر لم تطلها “النجوم” .
على صعيد آخر كان تواجد رأس الهرم السياحي لمرات عديدة، بمثابة دافعة أخرى، وقيامه بتدشين ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع السياحية الحيوية داخل المدينة وخارجها، والبرامج العديدة لتطوير السياحة بأنواعها، بالإضافة إلى العديد من المهرجانات والمناسبات التي تدخل في خِضم الصناعة السياحية، فتحدثت الشواطئ عن أرقام كبيرة، والفنادق أُغلقت بالحجوزات لأسابيع، وأرصفة صلنفة وشوارع كسب والبسيط ناشدت تنظيم الوافدين، وهذا كلّه في ظلّ أوضاع لم تأخذ طريقها الحقيقي للجذب السياحي وتقديم الخدمات السياحية على أكمل وجه، لأن آثار الأزمات المتمثّلة بالوقود وضعف الحركة وضعت أوزارها قليلاً في سبيل الوصول إلى تلك المواضع البعيدة نسبياً عن المدينة، ليكتفي هذا الصيف ببعض المهرجانات الشعبية، وآخرها افتتاح مهرجان راميتا السياحي الذي يساهم في التنمية ودعم الاقتصاد والسياحة المحلية.
وعلى صعيد متصل، أن يكون موعد انطلاق مهرجان الدريكيش السياحي (اليتيم هناك) في نهاية أيام الصيف وقبل افتتاح المدارس بأيام فهذا خطأ فني لا بدّ من تداركه في المستقبل، ومع ذلك لاقى نجاحاً مميّزاً وتنظيماً وحضوراً جماهيرياً لافتاً، فكيف ستكون نتائجه في عزّ الصيف؟! لذلك هذا المهرجان ضمن مدينة عريقة سياحياً، من شأنه أن يؤسّس لصيف متفرّد منفتح على كامل أنواع السياحة، الشعبية والرسمية وكذلك التراثية والدينية، يكون عنواناً وخارطة طريق للمنطقة وأهلها المضيافين المتعطشين للعودة، وهم في طليعة من مارسوا فنون السياحة منذ نصف قرن تقريباً.
سليمان حسين