أحمد شريف.. ورحــــلة مع الموسيقا وشهادات التكــــريم

العدد 9542
الثلاثاء 3 آذار2020

 

في ضجيج هذا الخلق، وازدحام الرؤى، فضاء حرّ شفاف، نسعى إليه جاهدين ومسرعين دوماً لغسل أيامنا مما علق بها وبنا، هي استكانة الروح عند رحم الأرض التي أول ما بدأت تهدهد نغماتها بصوت لوقعها وشجرها وبحرها وأنهارها، تلك النغمة الأولى في السكون وإلى السكون المنشود عندها دوماً، وعندما يحملنا هذا السكون إلى عوالم سحرية أو نشوة روحية، نكون عندها نسمع إلى الموسيقى أو نغنيها، في ذاك الفضاء نحلق مع ذواتنا إلى اللانهاية، مع ذاك السؤال الذي ما زال يطرق أبواب الشمس! لماذا لدينا كل الوسائل لتدمير العالم، وليس لدينا الموسيقى الكافية لجعل العالم يرقص رقصة واحدة؟ إنها الحياة ونحن فيها، كل يغني على ليلاه!

من هذه الأرض التي كتبت وعزفت أول نوتة موسيقية وفي هدأة مع النغم الأصيل استكانة محببة مع فنان سوري مرهف الحس والأداء أحب الموسيقى فأحبته إنه أحمد شريف الذي عانق الموسيقى منذ نعومة أظفاره حيث نال في طفولته أكثر من وسام رائد طليعي بالمرتبة الأولى وشهادات عربية ودولية نال فيها المراتب الأولى أيضاً، وفي عام 2001 نال شهادة دولية في مسابقة غناء الدور من مهرجان الموسيقى العربية العاشر بدار الأوبرا بالقاهرة بمصر، وفي 2005 المركز الأول في مهرجان الأغنية التراثية السورية وشهادة بالدور نصف النهائي من برنامج سوبر ستار، لتتوالى التكريميات والتي منها تكريم من برنامج ابن البلد، وتكريم من الفنان دريد لحام وحبه للموسيقى لم يمنعه من متابعة دراسته، فهو خريج كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية بجامعة تشرين ودبلوم في الترجمة قسم اللغة الإنكليزية، لكن في هدأة وسكون كان للموسيقى حضورها ولقاؤها في هذا الحوار.
* كيف كانت بدايتك مع الموسيقى والغناء؟ ولماذا الموسيقى؟
** اكتشف أهلي الموهبة قبل أن أبلغ السنتين من عمري وبدأت الغناء في المدرسة في الصف الثاني الابتدائي، رأيي الشخصي أن الموسيقى ليست اختياراً بل موهبة تولد مع الإنسان، والقدرة على الغناء نعمة ورثتها من أجدادي، ثم أصبحت الموسيقى شغفاً عملت عليها منذ الصغر بمساعدة الأستاذ بلال حاج قاسم حيث تعلمت المقامات ومخارج الحروف.
* بعض أساتذة الموسيقى المميزين، أشادوا بأنك تغني بلا أخطاء أبداً؟ نفحات الطرب الموزونة وأزمات حركات نقراتها وسكتاتها، كيف تتعامل معها بهذه الحرفية؟
** السر في التدريب المستمر وتقبل النقد من الموسيقيين والنقد الذاتي والمثابرة والاستماع الجيد والاستفادة من خبرات المتمرسين الأوائل وعدم الاكتراث بما لا ينفع فقد تعلمت من رواد الغناء العربي والعالمي كل ما استطعت تعلمه كالتريولات ومرونة الصوت.
* لماذا اخترت الطرب العربي الأصيل؟
**(اللي مالو قديم مالو جديد) كما يقول المثل الشعبي، والطرب الأصيل قاعدة أساسية في الموسيقا حيث إن ما يعجبني هو القيمة التي يمتلكها هذا اللون من الغناء لذلك فأنا أهتم بالقيمة للقديم والحديث وليس باللون الطربي فقط والشيء الآخر هو أن هذا اللون يناسب صوتي وأحس به.
* ما عدد أغانيك الخاصة، ومع من تعاملت من الملحنين؟
** أولى الأغاني الخاصة كانت من تلحين الأستاذ الملحن الموسيقار بلال حاج قاسم (بلال صبحي) وهي (سيد الملاح) قدمتها في مهرجان الأغنية السورية الرابع عام 1997 لكن أول أغنية تسجيل استديو هي (عازم عينيكي) ألحان وتوزيع الملحن الموسيقار (هشام صفايا) وكلمات الشاعر (عيسى الصمادي) وقد شاركت في عام 2005 في مهرجان الأغنية التراثية السورية الأول بأغان خاصة من روح التراث من ألحان الأساتذة الكبار (زياد عجان) و(خليل حاج حسين) و(حسن طحان) وحصلت فيه على المركز الأول وأعمل على التلحين والكتابة منذ سنوات بنفسي أيضاً سجلت البعض وقدمت (شو بدي فيك) من ألحاني وكلماتي على المسرح في صيف 2019.
* إذا كانت (اليوفوريا) أو ما يسمى بالنشوة الموسيقية، حيث عندها يمكن رؤية الصوت، هل نستطيع حقاً أن نرى الصوت؟
** نعم فالحواس مرتبطة بشكل متكامل، والرؤية تعتمد على الرائي، فنحن قد نعبر عن رؤية المحبوب بالتنهيدة كما لو أننا شممنا رائحة طيبة، وينطبق الشيء نفسه على الإحساس بالصوت، فالشعور يأخذ حواسنا لتتفاعل مع بعضها فنرى الصوت ألواناً وأطيافاً ونسمع ونتذوق ما تقول الصورة أو اللوحة مثلاً.
* تتهم الموسيقى العربية بأنها مرتبطة بالصوت، بينما الموسيقى الغربية مستقلة عنه، كيف توصف الحالة برأيك؟
** لدى كل شعب نمطه الخاص في توزيع الموسيقى وطرح الفكرة، لذلك قد يكون هذا الكلام صحيحاً لكنه لا يعتبر اتهاماً, ومن الصحيح اهتمام الغرب بالموسيقى بمنأى عن الصوت، خاصة مع انتشار * بين العولمة والمحافظة على التراث، كيف يمكن إيجاد هذه التوازنات؟
** التوازن لا يتم في وجود التداعيات الحالية، وهذا الطرح شائك وبسبب الانترنت والفضائيات فقد أصبح التأثر بكل ما هو جديد خطيراً إلى حد كبير التوازن مسؤولية صعبة في الوقت الراهن.
* للحرب أبعادها المختلفة في بلدنا الحبيب سورية وهذه الحرب المؤلمة إلى أي بعد أخذتنا؟
** الحروب في التاريخ كان لها دوماً أثر في الفن، والفن له دور في توثيق ما يجري بشكل ما، وها نحن نتأثر حالياً بالحرب أكثر مما نؤثر (موسيقياً)، أصبحت الدراما تنقل الوقائع بشكل أكبر من الموسيقى، ويجب أن نقدم موسيقياً ما يلزم قدر الإمكان، فهذه أحد وظائف الفن وهذه الحرب المؤلمة قد أخذتنا نحو المجهول وانتظار النور في آخر النفق.

سلمى حلوم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار