العـــــدد 9541
الإثنــــين 2 آذار 2020
أنا الحصان الأبيض المشهور، كنتُ أتنزّه في المروج الممتدّة حتى الأفق، لمحتُ حصاناً نحيلاً أسود اللون يركض بخفّه كأنه يسابق الريح كان يندفع باتجاهي كسهم خاطف.
***
استولى الغيظ عليّ أنا الحصان المشهور الذي انتصر في ساحات السباق مئات المرات. خاطبتُ الحصان النحيل: كيف تجرؤ على الجري أمامي؟
توقّف الحصان النحيل وصهل بثقة: ومن حقّي أن أجري حيثما أشاء أيها الحصان المكتنز.
قلت مستنكراً: ينبغي أن أثبت لك قلّة شانك واسمي محفور على جذوع الأشجار تخليداً لبطولاتي.
ردّ الحصان النحيل: لماذا لا تعترف بالحقيقة،، كل شيء يتبدّل، أنت الآن لا تصلح للسباق؟
حدّثتُ نفسي (مضى وقت طويل دون أن أشترك في سباق غير أني سأنتصر على هذا الحصان المغمور الذي لم يسمع به أحد).
بدأنا بتحديد خطّ النهاية عند شجرة حور باسقة، انطلق الحصان النحيل بحركات رشيقة، ببنما كنت أحمّل نفسي فوق طاقتها ولكني لم تعدْ قواي تستجيب لي.
وما هي غير لحظات حتى تركني الحصان النحيل وراءه، ووصل إلى خط النهاية أدركتُ أني حصان محطّم أفقده التعلّق بالماضي انتصاره كنتُ ألهث من الإعياء.
توقفتُ ولم أعد قادراً على المتابعة، كبرت المسافة بيني وبين الحصان النحيل لكنه استدار واقترب مني وقال لي: لا أنسى ماضيك في ميادين السباق، والجديرُ هو الذي يفوز مضى الحصان النحيل بقوائمه الممشوقة، وما لبث ان تلاشى عن نظري وعرفت أنني لا أستطيع العيش على أمجادي القديمة.
عزيز نصّار