حاذر السقوط في فخ الأنانية..

العدد 9538
الأربعاء 26 شباط 2020

 

الزواج الناجح هو (قتال) مستمر ضد الأنانية، ومن المؤكد أن الفشل في الحياة الزوجية يبدأ من اللحظة التي يقع فيها أحد الشريكين في فخ الأنانية فتنقلب الأمور تماماً لتصل بالشريكين معاً إلى حيث لا يريدان .

بهذه الرؤية نقترب للتأكد من أن الزواج الناجح يستمر ناجحاً طالما أن الطرفين يستطيعان التغلب على روح الأنانية من دون الشعور بالضعف أو الاستسلام.
وتتفاوت مواعيد ظهور الأنانية الحادة لدى بعض المتزوجين، فهناك من تدفعه الأنانية إلى (شنّ الحرب) على الشريك منذ اليوم الأول للزواج فتتحول الحياة الزوجية إلى حلبة صراع بين أنانية هذا الطرف وأنانية شريكه لينتهي الصراع بالخسارة المشركة، أي الطلاق وضياع الأبناء، وفي بعض الأحيان قد يأتي الاستسلام للأنانية في وقت متأخر إذ يحدث في المرحلة التي يسمونها سن اليأس وعليه فالتحول من العزوبية إلى الحياة الزوجية يتطلب تدريباً على كيفية (تبديد الأنانية) أو على الأقل منع تضخمها ويجب على كل من يدخل الحياة الزوجية أن يتدرب عليها وهي الانتباه والقبول والاحترام والحب والمسامحة، إن اجتياز هذه المراحل الخمسة يجعل المرء جديراً بحمل شهادة تؤهله لدخول الحياة الزوجية ومن دون ذلك، فإن دخول العش الزوجي سيكون مرهوناً بالتجريب وما يحمله من احتمالات غامضة إذ يعتقد معظم الناس أن الحب مسألة شعورية لكنني أعتقد جازمة أن الحبّ لا يتعلق بالشعور والأحاسيس بقدر ما يتعلق بالحضور هذا لأن الحب التزام ضمني بأن تكون حاضراً.
في حياة من تحبّ بكل ما في ذلك الحضور من جوانب تتعلق بالتفهم والاهتمام والاحترام والصفح، لأن أبرز عدو للعلاقة الزوجية هو الميل نحو إطلاق الأحكام القاسية باتجاه الشريك الذي يبحث هو الآخر عن استراتيجية دفاعية تقوم أيضاَ على الهجوم المضاد وإطلاق الأحكام القاسية هكذا يتحول الزواج إلى ميدان دائم للرماية.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار