العـــــدد 9536
الإثنين 24 شــــــباط 2020
لا مشاريع كبرى في اللاذقية هذا العام، هذا ما تمّ الإعلان عنه، وهذا يعني بالضرورة أن (التفاصيل) ستقفز إلى الواجهة، وهذا أمر إيجابي فيما لو جاء كما فهمناه..
كتبنا في مقال سابق أن تفاصيل الحياة اليومية يجب أن تحتل المرتبة الأولى في أي توجه رسمي، فهي وحدها القادرة على إعادة ترميم الحالة المعنوية للمواطنين، أما المشاريع الكبرى (على أهميتها) فقد توضع بالخدمة دون أن يسمع بها القسم الأكبر منا..
كل شخص فينا يتمنى أن تكون الطريق المؤدية إلى قريته بحالة جيدة، وألا تنقطع الكهرباء بسبب تلف الشبكة، وألا تفيض مياه الصرف الصحي في الأراضي بسبب (سطم) منظومة الصرف، وألا يبرد أولاده في المدرسة…
الحالة الخدمية بشكل عام ليست جيدة، فإن دُعمت باعتمادات إضافية تترك أثرها الملحوظ بالعين المجردة على الطرق والنظافة والمياه والخبز وغير ذلك، وما عدا ذلك سيكون إحساسنا بالخسارة على جبهتين (توقف المشاريع الكبرى وعدم تحسين الخدمات)!
في كل ما نطرحه لا ننسى الأولوية الأساسية المتمثلة بتأمين وتعزيز قدرات جيشنا الباسل، وفرّت الأولويات من بعدها حتى لا يعترض سطورنا مزاود أو تاجر مواقف، ودون أن ننسى أيضاً أن صمودنا كمواطنين يعزز صمود أبنائنا الساهرين على الزناد بكل شرف ووطنية وتضحية، مستلهمين قول سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد (التاريخ لم يعرف جيشاً انتصر إلا عندما توحّد معه الشعب).
أما أولئك (المتلطّون) خلف الكلمات، الباحثون في الوجع عن استثمارات تدرّ عليهم أموالاً فهم ساقطون من سجلات (الوطنية) بكل تأكيد وإن خُدعت بهم المنابر، أو (رفعتهم) التناقضات إلى حين!
نحن العائدين من (زفاف عريس شهيد) استلمنا العلم الأغلى، وأقسمنا بالله أن نتابع المشوار، نحن أكثر من تهمّنا الأخبار الواردة من معارك الشرف، لأن أبناءنا يخوضونها، ولأننا ننتظر قبض ثمن دمائهم وتضحياتهم نصراً مؤزراً بإذن الله.
باختصار شديد: الوطن لأبنائه الحقيقيين الذين بنوه بتضحياتهم، ويحرسونه بدمائهم، أما تجّار الأزمات والمتحدثين بـ (الدولار) فيجب أن يجرّدوا من حقوقهم (السورية) لأنهم لم يكونوا أوفياء لبلد عظيم اسمه (سورية)، والخدمات الأساسية التي أشرنا لها في البداية عندما تكون لهؤلاء (البسطاء) فهي أهم وأكثر جدوى (اقتصادية ووطنية) من كل التسهيلات التي تمنح هنا وهناك ولا يعود (خرّاجها) للوطن و(50) متراً من الزفت لمنزل (جريح) أهم بكثير من (تلبيس) أي مبنى حكومي بالرخام!
غانــــــم محمــــــد