العدد: 9530
الأحد: 16 شباط 2020
عندما يكون أيّ شيء أهمّ من البشر، يمكننا أن نقتنع بأنّ أيّ قليل يُقدّم لنا هو كثير علينا . . .
ثلاثة أرباع الناس لم يستطيعوا شراء مازوت التدفئة (مع أنّ 200 ليتر منه بالكاد تكفي لمدة شهر)، ومع هذا جاءت فوق (موتة البرد عصّة الكهرباء)، هذه الكهرباء التي تفاخر القائمون عليها أنّهم لم يقطعوها في الريف من أجل الزراعات، وهم يعلمون (وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم)، أنّ المستفيدين من الكهرباء في تدفئة زراعاتهم المحمية لا يصلون إلى 10% من المزارعين، وإن شككتم بهذه المعلومة فما عليكم إلا أن تطلبوا من مديريات الزراعة في المحافظات حصر هذه المسألة، لتكتشفوا أنّ كلّ ما تفعلونه هو محاولة الاختباء خلف مقولات لا يجرؤ كثيرون على مناقشتها..
من يزرع المستقبل بأحلام الوطن أهمّ بكثير ممن يزرع البندورة والخيار، ولو أن (أصحاب المعالي) شاهدوا كيف يرتجف أبناؤنا من البرد وهم يحضّرون دروسهم أو امتحاناتهم الجامعية لفكّروا أن يغطّوا شهر شباط بالكهرباء ويوفرون علينا وعلى خزينة الدولة أيضاً أعباء إضافية، لأنه ما من بيت تقريباً إلا وخرج منه مريض بسبب البرد إلى مشافي الدولة..
دائماً نتصرّف بموضوع الكهرباء بعكس ما يجب أن يكون، وتغيب هذه (النعمة) في أكثر الأوقات حاجة لها (البرد القارس والحرّ الشديد)، فأي قيمة بقيت لها، وأي دور ينجزه القائمون عليها، أضف إلى ذلك ما كررناه كثيراً عن تعطّل العمل في دوائر كثيرة لأن البديل (المازوت لتشغيل المولدات غير كافٍ)، أي أنّ الكهرباء بمثل ما هي عليه لا تقدّم ولا تؤخّر، وبالتالي فإن ساعتي التغذية يمكن الاستغناء عنهما ليزيد التوفير إن كان هذا هو همّكم!
كل المقولات (المكررة) تبدو غير مقنعة، وزيارة أي مسؤول لأي مكان تفضح هذا الأمر إذ تحضر الكهرباء ما دام هذا المسؤول حاضراً، فاتقوا الله فينا، البرد يجتثّ تركيزنا، ويبكينا على أبنائنا.
غانــــــم محمــــــد
Ghanem68m@gmail.com