«صلي الدبق» في الريف الساحلي

العدد: 9527

الثلاثاء:11-2-2020

 

تزرع شجرة الدبق في المنطقة الساحلية الدافئة وتنمو بسرعة وحجمها يعادل شجرة التوت وأوراقها تشبه أوراق شجرة الفستق الحلبي، وثمارها عند نضوجها تشبه ثمرة المشمش في لونها لينة الملمس وعلى شكل عناقيد متدلية يبلغ مستوى نضجها المطلوب في أواخر شهر آب، بهذا التعريف عن شجرة الدبق وثّق المؤلف جميل سليمان الراهب في كتابه: سنجوان إطلالة على الذاكرة إحدى وسائل الصيد وهي الدبق وذلك بهدف الحصول على غذائه مشيراً أن هذه الثمار الكروية الشكل يساوي حجمها حجم ثمرة الزيتون مملوءة بمادة هلامية شفافة دبقة تستخرج بواسطة امتصاصها ثم بصقها في وعاء متسع من الفخار أو المعدن يسمى (اللقن أو الطشت) وتمزج هذه الكتلة الرجراجة التي تجمعت في ذلك الوعاء بكمية من عسل النحل تتناسب مع حجم هذه الكتلة وأوضح المؤلف قائلاً: تعرك هذه الكتلة بقوة بواسطة اليد حتى تصبح ذات قوام دبق ومتماسك، ثم يوزع بالتصاقه على عيدان من الريحان بشكل متساوٍ ويبلغ طول الواحد منهم قرابة خمسين سنتمتر وتتساقط البذور العالقة عن طريق برم أسفل كل منهم بواسطة راحتي الكفين وتبقى المادة الدبقة فقط ثم تنشر هذه العيدان لبضعة أيام تحت أشعة الشمس على سطح المنزل كي يشتد تماسك هذه المادة ذات اللون العسلي، فيما إذا وقع على إحداها طير ما تلتصق رجلاه وجانحاه ولا يستطيع الانفلات منها ولو كان بمستوى الصقر أو الباشق، ويضاف أحياناً إلى مادة الدبق بعض الملونات وخاصة اللون الأخضر الذي يشبه لونه ألوان أغصان الأشجار ويسمى هذا النوع (دبق زرنيخ) ويقال إنه لا يتأثر بالهواء الشمالي الجاف كالنوع السابق الذي يصبح أملساً لا فائدة منه… وشرح المؤلف عن هذا الموضوع مؤكداً أن هذه العيدان تجمع ملتصقة إلى جانب بعضها على شكل أضمومة وتوضع داخل (قنديل الدبق) المصنوع من القصب والذي طوله يساوي طول تلك القضبان وهو بمثابة قفص يحمي قضبان الدبق وقد يغلف بقطعة من القماش الشمعي لوقايته من المطر وتغلق فوهته بإطارٍ من القماش يشبه الكعكة وعند استخدام هذه القضبان للصيد تنشر بشكل مناسب على أطراف الأشجار مستندة على أغصانها من طرفيها أو تنشر ضمن فجوات (الديس) توت سياج على تخوم البساتين ويسمى ذلك (صلي الدبق) ويكون مساءً بالنسبة للشحرور والسمن والدرغل أثناء المبيت (على البيّاته) ولطيور الشقرق والوروار أثناء النهار في فصل الصيف وأما العصافير الربيعية الصغيرة الحجم التي تكثر على تخوم حقول الفول يكون للصياد نصيب وفير منها كعصافير عوينة الباشق وحمالة الحنة… وغيرها من تلك الطيور الوافدة والعابرة في فصل الربيع.

ندى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار