هموم جديدة لفلاحي جبلة.. أسعار مرتفعة وجودة متدنيـّة

رقــم العــدد 9296
20 شــــــباط  2019

أكّد محمّد حسن نائب رئيس رابطة فلّاحي جبلة أنّ الواقع الزراعي في المنطقة يعاني جملة مشاكل وصعوبات لا تقتصر على الجانب التسويقي وحسب, وإنّما تمتد إلى الإنتاج وتأمين مستلزماته بالجودة والأسعار المناسبتين.
وأوضح حسن بأنّ ما تم طرحه من قبل الفلاحين خلال المؤتمرات السنوية لجمعياتهم الفلاحية يعكس حجم المعاناة التي تحدّث عنها، ولاسيما في الجانب المتعلّق بتأمين مستلزمات الإنتاج من حيث جودة المستلزمات في ضوء ما يتم طرحه في الأسواق من مواد مخالفة للمواصفات المطلوبة، معطياً أمثلة على ذلك بالنايلون الخاص بالبيوت البلاستيكية ذي الأسعار العالية وغير المطابق للمواصفات والذي يتعرّض للتمزّق والتخريب بعد فترة وجيزة من استعماله وذلك لأسباب مجهولة ربما تكون مرتبطة بسوء تصنيعه وعدم مطابقة المواد الأولية الداخلة في صناعته للمواصفات، وهو الأمر الذي يوقع الفلّاح في الخسارة الناجمة عن دفع قيمة هذا النايلون والتأثير على سلامة البيوت المحمية والزراعات الموجودة فيها وهي التي تكلّف الفلاح مبالغ كبيرة، داعياً والحالة هذه إلى ضرورة متابعة ما يطرح من هذه المادة في الأسواق ضماناً لوصول الجيد منها للفلاح، وذلك بغية التقليل من الخسائر التي يتكبّدها جرّاء وجود المخالف للمواصفات في هذه الأسواق.
بذار مخالفة للمواصفة
وأضاف حسن: إنّ ما ينطبق على النايلون يقال أيضاً على بعض أنواع البذار المطروحة في الأسواق بأسعار مرتفعة وبجودة متدنية ومخالفة للمواصفات المطلوبة كبعض أصناف بذار الكوسا والفاصولياء والذرة التي جاءت مخالفة للمواصفات ما ألحق الضرر بالمنتجين الذين يشترون هذه البذار ولاسيما الخاصّة بالزراعات المحمية بأسعار مرتفعة تكلّف المزارع كما خزينة الدولة المبالغ الطائلة، والتساؤل الذي يطرح نفسه عن السبب الذي يقف حائلاً وراء إنتاج هذه البذار محلّياً علماً أنّ ذلك الأمر سيخفف من الأعباء التي تتحملها خزينة الدولة لاستيراد هذه الأنواع بأسعار مرتفعة وبالقطع الأجنبي النادر ناهيك عن الأعباء التي يتحملها الفلاح لشرائها بالسعر المرتفع أيضاً الذي يزيد من تكلفة إنتاجه.
والمبيدات مفعولها عكسي
أما بخصوص المبيدات الزراعية فقال نائب رئيس الرابطة إنًّها موضع معاناة أخرى لدى الفلاح في ضوء ما ينتشر في الأسواق من أدوية مهربة ومعاد استعمالها وربما منتهية الصلاحية بل وتعطي نتائج عكسية للغاية التي يفترض أن تستعمل لأجلها معطياً على ذلك ما تم طرحه في جمعية بشراغي الفلاحية عن أدوية أدّت لتساقط أزهار التفّاح بدلاً من المساهمة في عقدها مؤكّداً أن ذات الشكوى تكررت في قرى أخرى ومحاصيل أخرى وهو ما يدعو لرقابة ما يطرح في الأسواق من مبيدات ناهيك عن الحاجة للرقابة على الصيدليات الزراعية التي يغيب عنها المهندسون الزراعيون ويقوم عليها قليلو الخبرة بالعملية الإنتاجية الزراعية / مستأجر والشهادات/، متسائلاً عن سبب غياب دور المصرف الزراعي في تأمين تلك المستلزمات ولاسيما المبيدات التي كانت تصل إلى الفلاح بجودة عالية وأسعار معقولة عندما كان المصرف يشرف على تأمينها عن طريقه.
تقصير في معالجة بعض الأمراض
ولم تقتصر معاناة الفلاح على ما تقدّم بل إن التقصير الحاصل من قبل الجهات المعنية بالقطاع الزراعي إن كان على الجانب الإرشادي أو الوقائي للمحاصيل أو التسويقي مثار استهجان لديه مُحّملاً تلك الجهات بعض المسؤولية لما عانى منه في محصول الزيتون لهذا العام والتي يعود بعض أسبابه إلى التقصير في معالجة بعض الأمراض التي أصابت المحصول متسائلاً هنا عن السبب وعن الإجراءات التي اُتّخذت من الجهات القائمة على العمل الزراعي للوقاية لمنع تكرار هذه الظاهرة خلال الموسم القادم وبالتالي لمنع وقوع الخسائر الأكبر بالفلاح الذي يعتبر محصول الزيتون من المحاصيل الأساسية التي يعتمد عليها في معيشته مؤكداً أن المتابعة لهذا الأمر يجب أن تتم على أساس درهم وقاية خير من قنطار علاج.

البيع دون التكلفة
وأما موضوع الحديث عن تسويق الحمضيات فهو حديث ذو شجون ولاسيما في ضوء الخسائر التي لحقت بالفلاح جراء بيعه بأسعار تقل عن التكلفة ومحدودية التدخل الذي قامت به السورية للحد من هذه المشكلة وهو الأمر الذي يدلّ عليه قلّة الكميات التي سوّقت إلى المؤسسة، مؤكّداً أن الظروف الجوية التي سادت خلال هذا الموسم والتي أدّت إلى تساقط كميات كبيرة من المحصول قد زادت من معاناة الفلاح في هذا المحصول، متسائلاً عن سبب عدم التعويض من خلال صندوق الحد من أضرار الكوارث والجفاف على المحاصيل الزراعية التابع لمديرية الزراعة عن هذه الأضرار لاسيما أنّ الفلاح يساهم ومن خلال ما يقتطع من قيم محاصيله التي تسوّق للدولة في مصادر تمويل هذا الصندوق ليتم تعويضه عن الأضرار التي تلحق بمحاصيله عند حدوث الكوارث الطبيعية وهو ما لم يحصل بالنسبة لمزارعي الحمضيات هذا الموسم على الرغم من كبر حجم الخسائر التي تعرضوا لها وهو الأمر الذي تكرّر بالنسبة لمزارعي البيوت البلاستيكية في العديد من قرى منطقة جبلة مؤخراً والذين تعرضت زراعاتهم للأضرار نتيجة للعواصف التي حدثت.
مخصصات المحروقات لا تلبّي الاحتياجات الزراعيّة
ولفت حسن في ختام حديثه إلى أنّ الطرق الزراعية المنفّذة قليلة والقائم منها تعرّض للاهتراء وبحاجة للصيانة ولإعادة التأهيل، مضيفاً إلى ذلك الحاجة لحل المسائل المتعلقة بتأمين المحروقات للآليات الزراعية ولا سيما في ظل قلّة الكميات المخصصة للزراعة والتي لا تلبّي الاحتياجات الفعلية للمادة ما يعرّض الفلاح لتحمل أعباء مادية إضافية لتأمينها. مؤكّداً في ختام حديثه أنّ هذه الأمور قد شكّلت المحاور الأساسية لما تم طرحه في مؤتمرات الجمعيات الفلاحية ولما تتابعه الرابطة الفلاحية في جبلة للواقع الزراعي في المنطقة.

 نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار