المينـــاء الفينيقــي ودور تصديــــري عــــبر العصــــور

العـــــدد 9523

الأربعــــــاء 5 شــــــباط 2020

 

كان له دور في عمليات الاستيراد والتصدير مع دول حوض المتوسط عبر العصور، وقد تمّ الكشف فيه على بقايا حمولة سفينة قديمة تحمل قواعد مربعة كبيرة، ومجموعة من الأعمدة مختلفة الأطوال والأقطار عند منتصف نهاية المدخل الرئيسي له بقي منه الرصيف الشمالي الذي بقي محافظاً على شكله.
الميناء الفينيقي في جبلة، ميناء طبيعي صغير يأخذ شكلاً مستديراً، يقع في منتصف شاطئ المدينة القديمة ومحاط بها.
يتألف من مدخل رئيسي وحوض داخلي مفتوح مباشرة باتجاه الغرب الجهة الشمالية من المرفأ مميّزة بمرتفع صخري كانت فيه بقايا برج قديم، وعلى الجرف بعض المغاور المنحوتة، كانت كمستودعات أو غرف خدمية للصيادين.

وتشير الوثائق التاريخية إلى ترميم رصيفه الشمالي خلال الفترة الصليبية، عندما سيطر الصليبيون على جبلة بقيادة ريموند سان جيل سنة 1098، يزودنا الباحث ومدير آثار اللاذقية المهندس إبراهيم خيربيك بالكثير من المعلومات حول هذا الميناء ويقول أن الرصيف الجنوبي كان عبارة عن شبه جزيرة صغيرة مجهز ببعض التحصينات وعليه بعض الأعمدة من الغرانيت وآثار نحت بعض المستودعات، وقد أزيل بعضها أثناء بناء أرصفة وحاجز أمواج الميناء الحديث وطمر بعضها ومما تبقى من حمولة السفينة القديمة المكتشفة قواعد مربعة كبيرة ومجموعة من الأعمدة المختلفة الأطوال والأقطار عند منتصف نهاية المدخل الرئيسي للميناء.
وهذا يؤكد على استخدامه خلال العصور الكلاسيكية في الفترات الإسلامية وربما استخدم أيضاً قبل ذلك إذ عرف بالميناء الفينيقي.
وقد أكدت أعمال البعثة الأثرية الدانماركية العاملة في تل سوكاس 1958-1963 احتمال وجود معبد في منطقة الكتلة الصخرية، كما تأتي أهمية الميناء من خلال ارتباطه المباشر مع موقع المصطبة جنوب شرق الميناء، وتؤكد الأسبار التي نفذت في هذا الموقع على وجود سويات أثرية تعود للألف الأول قبل الميلاد والقرون الميلادية الأولى وبعض الفترات الإسلامية.
وتدل الكسر الفخارية المجموعة من حوض الميناء على دوره في الاستيراد والتصدير ضمن حوض المتوسط.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار