وقـال البحــــــر.. النظــام ضــرورة

العدد: 9523

الاربعاء:5-2-2020

 

يُعد مفهوم النظام أحد أهم الأُسس الرئيسية والثوابت الحقيقية لحياة هانئة وآمنة وسليمة للإنسان على وجه البسيطة، ولعل الحياة الكريمة مرهونة باحترام النظام وتطبيقه وبدون تحقيقه تكون وتيرة الحياة عنيفة ومضطربة وصعبة الاستمرار ولعل هذا من أوجه وأعمق الأسباب الجوهرية لمحاولات الإنسان منذ قديم الزمان تطبيق القوانين والمبادئ العامة.
يُفترض أن تكون غالبية الطبقات المثقفة في المجتمع من أكثر الناس تمسكاً بالنظام وتطبيقاً للقانون وذلك عند ممارستهم لمُجمل وظائفهم المتنوعة ومهنهم المختلفة وروتين حياتهم اليومي، ويأمل المرء من صميم قلبه بأن يرى آلية تطبيق النظام العام بشكل طوعي وتلقائي ومباشر ولكن من المؤسف اكتشاف عدد كبير من البشر لا يُطبقون النظام وروح القانون إلا في حالة الإجبار على التقيد بذلك، ولعل هكذا مواقف غير عادلة وغير منصفة قد تؤدي بشكل غير مباشر عند صم الآذان واختلاق الأعذار والادعاءات المتباينة لظهور حالات كثيرة من الامتعاض والتململ وردات الفعل الشعبية تجاه ذلك.
في تسليطٍ للضوء على شكل من أشكال تراجع تطبيق النظام وتناقص جدية دوره في إظهار الأسباب الحقيقة الواضحة يتم استعراض مثال حي وملموس كحالة الطرق العامة وتزايد أعداد السيارات بشكل كبير ومُلفت إضافة إلى الازدحام الخانق على مساحة خريطة الجغرافيا حيث يُلاحظ بأنه من السهل التغلب على مشاكل المرور وصعوبة حركته عبر التقيد بإشارات المرور والالتزام بقواعد قانون قيادة المركبات ونظام السير الأمر الذي يؤدي إلى تقليل حوادث المرور والأخطار والإصابات وإن حدثت فهي في الغالب بسيطة كون الجميع يحترم القانون ويتقيد بالنظام ويقود بحذر وانتباه.
النظام أمر عظيم ومفيد جداً للبشرية ودورة الحياة ولكن عندما يُطبق على الجميع دون أي تمييز بين قوي وضعيف أو تفريق بين كبير وصغير، وبالتأكيد عندما يتحقق مفهوم النظام فسيعم السلام ويسود الوئام وتنتشر أواصر المحبة بين جميع شرائح الشعب قاطبة وضمن مختلف طبقات المجتمع فيما بينها ويُخيم الأمان على الجميع وتتحقق الأمنيات يوماً بعد يوم وترى أحلام الإنسان فجر الأمل ونور الصباح.
القضية باختصار تكمن في أن تطبيق النظام بشكله الناجح والمثالي لا يتطلب التفكير بالحجم أو بالهدف النهائي لأن مجرد التفكير بهما في آن واحد قد يُحبط الهمم فتفشل النفوس قبل أن تبدأ، ومن الجدير ذكره بأن الإقرار لآليات تفعيل النظام لا يتعلق بكمية التعليمات والتوجيهات بقدر ما يتعلق أيضاً بترسيخ الاستمرارية وسمة الصبر، لأن امتلاك قدرة التحمل ومفتاح الإصرار هو الذي يُنجح تطبيق النظام ويُنجز آلية المواظبة الفعالة في النهاية، كما أن ابتكار عادات حياتية يومية وإيجابية مع العزم على تنفيذها والجدية في المداومة عليها بشكل مستمر ستنتهي بتحقيق نتائج مبهرة على مرأى من الجميع.

د. بشار عيسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار