قناديل مطر تعلو بركان ابتسام خدّام

العـــــدد 9522
الثلاثـــــاء 4 شــــــباط 2020

ابتسام خدّام أمّ وجدّة لعشرة أحفاد، موهوبة بكل صنوف الفن بالفطرة هي كقطعة كريستال أُهْمِلَتْ بسبب ظروف حياتها، فكانت أمّاً وهي لا تزال طفلة، وقرّرت دفن مواهبها لكي لا تشغلها على حساب الأولاد.
وعندما انتهت من مهامها نفضت غبار الأيّام عن نفسها وعن هذا الحبّ للفن الذي خبأته لأكثر من عقدين من الزمن.
تقول ابتسام: بعدما زوّجت أولادي تفجّر كل شيء في داخلي وقرّرت أن أهتم بما أحبّ ، أنا التي لم يتم أحدٌ بهاو وحتى أهلها ضغطوا عليها ولم يحاول أيّ مقرّب أن يكتشفني.
اكتشفت نفسي، ولم أدع التقاليد والظروف تحبطني بعد أن أنهيت رسالتي كأمّ، كانت موهبتي المدفونة حلم لمشروع قادم في وقته، وجاء الوقت، وبدأت أفرغ ما في داخلي من حبّ للأدب والشعر والفن التشكيلي.
كان مخزون الذاكرة عندي زاخرٌ وبدأت عملية الولادة، كانت أول خطوة انتسابي لمركز الفنون التشكيلية منذ عام 1988، كان ذلك التاريخ ميلاد ولاداتي لكلّ المواهب في داخلي وبقيت متابعة وسأبقى لأن زخم الذاكرة عندي خصبٌ جداً، يولد تلقائياً لمخزوني الذي ترّمد تحت غبار الزمن، رويداً رويداً بدأت أظهر تلك الأجنّة، وترجمتها في عشرات القصائد والأعمال النحتية الخزفية والخشبية في أمسيات ومعارض، وتابعت نشاطي بشكل أكبر وأكثر جرأة، لأصبح بركاناً بلا فوهة، أنا الشاهدة على حرب حزيران وواحدة من مهجريه، واليوم حاضرة على ما يجري.


كان صعباً أن أكون شاهدة مرتين وهذا ما جعلني بركاناً في داخلي الكثير من الكلام، الذي أريد أن أقوله من خلال فني المكتوب أو المرسوم، لا حدود لما في داخلي وكان آخرها عملي كمصممة أزياء مسرحية.
لديّ عشرات الأعمال النحتية بين خشبية وخزفية ولوحات تشكيل زيتي ومائي وفحم وشاركت بالعديد من المعارض التابعة لمديرية الثقافة ونقابة الفنانين ومدينة المعارض بدمشق وفي الأردن.
قد يقول قائل مرّ العمر ولكن ابتسام الطفلة بداخلي، أعيش بروحها وآخذ من ألقها وتفاؤلها، ولا تزال تنتظرني، وأقول لكل أنثى بلْ أترجّاها: ألاّ تتبع بهرجة الزيف، بل تعمل على رسالتها الداخلية التي أعطاها الله لكل أنثى ففي سماء كل أنثى قناديل المطر.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار